ريفيو عن كتاب إرم العهد الحديث للكاتب يوسف حسين
كتاب من انتاج معرض ٢٠٢٠ صدر هذا العمل عن دار اسكرايب للنشر ، هذا الكتاب قد يحمل تصورات مختلفة بمنظور الحياة الاجتماعية التي نخوضها.
العمل ينقلك بين تقلبات أدبية مختلفة بجدارة فائقة ، يتلاعب الكاتب بالكلمة بكل معني بما يخدم الفكرة والتصور لبناء الحبكة وانحلالها ، تخوض داخل العمل صراعات مختلفة تجعلك تقف أمام إمكانيات الكاتب الحقيقية وتمكنه من أدوات الكتابة.
حمل العمل العديد من المشاهد المتناظرة للموقف الواحد يكاد يشعرك بالتخبط حقاً لكن باللحظة التالية يجعلك تقف مذهلاً من عمق الفكرة التي تطرح ، يقدم لك الحياة بأبشع صورها في ثوبٍ فخم من فن المواراة والتناقض.
يحمل العمل توجهات مختلفة من أدب اليوتوبيا تخفيه ببراعة الديستوبيا في حُلة عجيبة التمازج ، ينقلك ما بين الواقع والخيال والتوقع الفرضي في كل جزء من الثانية.
كانت انتقالات العمل لي في بعض الأحيان توقعني بشرك السوبر هيرو فتفشل تلك التوقعات بجدارة لتجد نفسك أمام محكمة أخلاقية بأوجه صورها.
لا أعرف كيف سأترجم هذا الكتاب بدون حرق أحداثه على الكاتب والقارئ ، لكن تأتي اللغة طيع يد الكاتب يحورها كما يشاء لبناء العمل ، تمثل اللغة المعنية الحقيقية لكلمة السهل الممتنع ، لن تعرف هل الكاتب يقصدها أما يرفض أن يستخدم البلاغة الفعلية التي يظنها الناقد ، ولكنه أعلنت بصراحة غير مكتوبة (اللغة ستكون من المفاهيم التي تعرفها الإنسان البسيط ولكنها تجملت لترتقي لفنون البلاغة التعبيرية).
من نقاط التعبيرات والتشبيهات لن أقدم الكثير ولن أعلنها تستحق أن تكتشفها بنفسك ولكن ما تجعلني ابقي واقفة معه جملة (الشيطان يحصد ما زرع).
الشخصيات بهذا العمل تشعرك انها ليست من نسج الخيال بل هي شخصيات تعيشها صراعتها الخاصة بكل جدارة تجد نفسك الشخصية تري تري تصارع قطعة الين واليانغ الأبيض والأسود لكل منها بمنولوج نفسي شديد التأثر.
ستجد المجون والتعفف يتنازعان ، القوة والضعف ، الحب والكره ، الخير والشر.
هذا الكتاب عندما نظرت إليه كان يضع بلحظات من الانطباع والانتباه لم تحاول استدراك الكاتب في تعدد الحبكات والعقد المتتالية والتي تميزت بالعمق والتوغل داخل المجتمع والضمير الإنساني لتعريه بالحقيقة التي نراها ونتغاضى عنها بدون أن تحاول أن نطرحها في قائمة التسأولات لدحض قضايا شائكة في تكوين المجتمع.
إقرأ أيضا مراجعة كتاب أبي طويل الساقين
أماكن الوصف والسرد والحوار فجاء هذا التقارب بينهم وكأنك تنتقل بمشاهد تصويرية لن تتوقف عن وضعك أمام حالة من التعجب بينهم.
وبالفعل وقفت في نهاية العمل لما قال الكاتب إرم العهد الحديث .. اهنئه بالفعل على حسن اختيار الإسم وبجدارة
ولكن يعتب علي الكاتب الاهداء الذي يصدر العمل سيجعلك تظن أنك أمام ماجن .. ولكن العمل يحلل هذا الإهداء ولما قصده الكاتب رغم تصوري انه كان من الممكن استبداله.
بالكتاب العديد من الإجراءات الوقائية التي اتعجب منها في العمل وتطوره ولكن حاولت استحضار بعضها فلم أجد أكثر من تصويرها.
كتبتها
أميرة إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع التعليقات المسيئة للذوق والخلق العام