Post Top Ad

6/07/2022

رواية افقدتني صوابي الفصل الاول

رواية افقدتني صوابي كاملة

الفصل الاول حياة هادئة


PicsArt_10-17-09.44.35



الأحلام لا تنتهي والأمنيات لا تتوقف عن التدفق في عقولنا تجعلنا نحلق بسماء ونغوص بالبحار، لم يكن الأمر يفرق هنا فهي تحلق بكل ما تريده من سماء الحرية لتنسج منها أحلامها، قد تحلم بالفارس الذي يمتطي الحصان الأبيض ليأخذها أمامه ويهرب بها بعيدًا، لكن للأسف إنها لا تحلم بالفارس أو الحصان، لكن تحلم بالعروس التي تركت في ثوبٍ أبيض داخل غابة مهجورة لا تستطيع أن تجد من ينقذها؛ لتجد ذئاب شرسة تلاحقها تحاول الهرب منهم فتركض وتركض، تستيقظ علي صوت صراخ مدوي: اتركوني انجدوني، اغيثوني، أمي، انجدوني سيلتهموني. 
يركض أفراد العائلة الذين استيقظوا علي صوت صرخاتها، ذهبوا مسرعين إلي غرفتها، فقد دقت قلوبهم جزعًا لسماع  صرخاتها المتألمة، فكانت أول من وصل إليها وسمع الصراخ والداتها ميرفت التي نادت عليها بتوتر جم ظهر بصوتها المترجرج: ريم، ريم.... أفيقي يا ابنتي... استيقظِ يا حبيبتي.... وارفقت كلماتها بقراءة سورة الفلق. 
 استيقظت ريم وهي تشهق وترتجف:  أين أنا!، سيقتلونني؟
احتضنتها والدتها  برقة بالغة وقلق شديد:  لقد كنتِ تحلمين، ويبدو أنه كان كابوس مفزع. 
تلقائيًا احتضنت والدتها متعلقة برقبتها لتستكين علي صدرها، أردفت مدعية المرح: هو لم يكن يا سيدة ميرفت مجرد كابوس، إنها مصيبه وتحوم حولي! 
فأردفتها وقد ابتسمت علي أسلوبها الساخر: استهدي بالله واقرائي أية الكرسي والمعوذتين وعودي للنوم. 
فقالت وهي تتنهد: ونعم بالله.... حاضر يا ماما. 
 بدأت ريم في الاستغفار وقراءة القرآن بسرها بينما والدتها تدثرها لتنام، لكن خوفها كان مسيطرًا عليها داخليًا، لكنها لم ترد اظهار ذلك لوالدتها حتي لا تقلق، خرجت والدة ريم من غرفتها بعد الاطمئنان عليها واتجهت لغرفتها ما لبثت أن دخلت إلا وقد سألها زوجها عادل الذي كان شديد الإرهاق من العمل المتواصل الذي لم ينتهي: ماذا حدث؟! 
فأجابته  وهي تتنهد وتهز رأسها تحسرًا علي ابنتها قائلة: كابوس كل يوم. 
حدثها بنبرة آسي الممتزجة بالحسرة والألم: يبدو أنها تحضر لإصابتي بجلطة من الفزع... ربنا يستر. 
فأردفته بنبرة شبيهه بنبرته الممتزجة بالحسرة والألم: ربنا يصلح حالها وتستطيع الخروج من هذه الحالة وتنساها. 
فاردف بتعب وهو يفرك عينيه:  اغلقِ النور وعودي للنوم... أنا مرهق ولدي عمل كثير بالصباح. 
اغلقت النوار وعاد الجميع لنومهم لكنها قد عادت لنومها خائفة تترقب من عودة حلم حياتها الذي يجعلها ترتعد عندما تفكر به، فهو بالنسبة إليها ذكري الماضي والمستقبل. 
لكن كان هناك في مدينة تعج بالحياة ليلاً ونهاراً كان يجلس كريم على مكتبه يراجع ملفات واوراق، هامة خاصة بالعمل و الدراسة فقد كان يرتدي نظارة طبية و جلس هكذا الي أن حان موعد اذان الفجر فقام ليصلي و ذهب للنوم. 
حل الصباح و قد استيقظ الجميع فكل ذهب لعمله وما زالت ريم تحتل الفراش و ترفض الاستيقاظ، فهي لن ترضي بالاستيقاظ مبكراً في مثل هذه اليوم، فقد كان يوماً هادئاً من المهام و الاعمال العالقة.
لكن هناك في بيت عادل والد ريم علي الأبواب ازعاج من نوع اخر، لم تعلم هل تحبه أم تكرهه لكونه لا يتراجع عن هذا الازعاج الغريب، دق جرس الباب بصوت مزعج لم يتوقف عن الرنين، فاتجهت نعمة الشغالة لفتح الباب، وصوت ميرفت ينادي عليها: مّن يا نعمة؟
اجابتها نعمة بصوت عالي لتؤكد هوية الطارق: إنه رامي بك يا هانم. 
همهمت في ذاتها لتؤكد معرفتها بالقادم: ما هو كان لازم اعرف يده لا ترفع من  فوق الجرس. 
التفتت لتجد رامي خلفها و يحدثها: صباح الفل يا سيدة ميرفت. 
قالت له لتئنبه و تزجر تصرفه الطفولي: لِمَ لا تريد أن تعقل... كبرت وما زلت كما انت!
رد عليها بمرح شديد الجدية: اعقل......! لما تريدن أن أعقل!، فلا ينقصني حمل الهموم باكرا!  فأظن أن هذا  حرام..... ما زلت صغير.
قالت و هي ترفع يدها للسماء: يا رب صبرني علي ما ابتلاني. 
فقاطعها ليقول بضحك: ابتلاكِ بالخير و الهنا كله، يا ام الهنا. 
فأردفته و هي تتصنع الغضب و تكتم ضحكتها: اغرب يا ولد من وجهي بدلا من أن ترفع ضغطي! 
فاردفها وهو يشهق بصوت مسموع:  هي فيها من ضغط يبقي....السلام عليكم.......... لكن قبل أن  اوريكم سكة السلامة أين  تؤامي !
فحدثته بنبرة استنكار و تغلق عينيها منصفاها: اليوم اجازة.
و قد فهم ما ترمي اليه: إذن ستكون نائمة؟.. عن اذنك يا ميري لأذهب لأرى توومي.
ذهب صوب غرفتها و يده لا تتوقف عن الطرق مصدره صوت مزعج:  أيها القوم..... أين انتم..... هل من مجيب؟ 
فلا يرد عليه احد، فقال رامي في نفسه: لماذا انادي، فلو ظللت انادي من هنا للصبح لن يرد أحد عليّ.
فقام بفتح الباب و نظر للسرير وجدها نائمة بعرض السرير رأسها تطل علي الارض، ويتدلى شعرها للأسفل، وقدمها واحدة علي الوسادة والثانية تطل على الارض وذراعها واحدة تحتها والثانية تحضن بها الوسائد الصغيرة.. فلم يصدق ما راءته عيناها وضحك:  يا نهار ما بان له ملامح لم هي نائمة هكذا؟! 
اتجه ناحية رأسها يوقظها ونادي عليها ولكن هيهات لمن تنادي:  نونا نونا.... ولا يجيب مجيب فالتفت حوله ليري كيف يوقظها وفجأة ابتسم ابتسامه يعلوها الخبث:  وجدتها أين أنت أيتها العزيزة على قلبي.
ترافق صوت صراخها مع صوت خرير الماء، نظرت حولها فعندما لمحته قذفت فيه وجه صاروخ مسرع أشبه بالجو أرضي، ليتفاداه فقد قذفت في وجه الفازة الزجاجية، حدثته  وهي تستشيط غضباً: والله  انت لن تفلت من يدي يا رامي....  فأنت نهايتك سوداء معي. 
اخذت تركض خلفه وهو يركض ويقفز إلى أن وصل إلى والدتها ميرفت واختبئ خلفها، لكن لم تتواني ريم عن الركض للإمساك به، فصرخت ميرفت فقد اصابها الدوار من ركضهم خلف بعضهم حولها: كفى.... كفاية، ماذا يحدث لقد دخت  معكم. 
فأجابتها ريم بحزن:  رأيت يا مامي ماذا عمل فعل!.
نظرت ميرفت وجدت ابنتها غارقة في الماء فشهقت: من فعل بك هكذا!
أجابتها بحزن وحنق: المحروس الذي بجوارك.
ميرفت قالت له وهي تستنكر فعلته: ماذا فعلت بها  يا رامي؟ 
قال ببراءة الحمل الوديع: لا شئ يا ميري، لكن هي وقعت فقط بدون قصد. 
لكن عادت ذاكرة رامي لدقيقتين مضتا ليتذكر ما حدث، فقد اتجه ناحية رأسها وحاول أن يوقظها، لكن هيهات هيهات لمن تنادي، التفت حوله ليجد شيئاً يوقظها به وقعت عيناه علي دورق الماء على الكمودينو، فقام برفعه وافرغه فوق رأسها ليصدر الماء المسكوب صوت الخرير المترافق مع صوت صراخها فأخذت تركض خلفه وتتوعد، عاد بذاكرته علي صوت ريم. 
تكلمت ريم بحدة وغضب، فهي موقنة أنه فعلها قاصداً:  والنبي غصب عنك  انت لو لم  تقصد، لن تكن رامي. 
وبهدوء اردفتها ميرفت لتهدئ الأجواء المشحونة: اذهبِ لتغيرِ حتى لا تبردي. 
ذهبت مستمعه لكلام والدتها ولكنها تحدثه لتتوعد له رد ذلك المقلب: فقط اصبر يا رامي يا ابن ام رامي لك يوم. 
ذهبت لتغير ملابسها وارتدت بنطالاً من الجينز الأسود وبلوزة كم من القطن اوف وايت كتب عليها بالأسود (I'm Crazy)، ربطت شعرها ذيل حصان وتركت خصل
 جانبية تنسدل منه، لترافق زينتها البسيطة نظارة سوداء وحقيبة وسط باللون الاسود.
خرجت في الصالة لوالدتها، وقد اخذ يغازلها بمرح: ما هذا القمر الذي طل علينا!. 
ردت عليه وهي ما زالت غاضبه: التزم حدك  يا رامي بدل ما أُلزمك إياه بالقوة. 
رد عليها بلهجة ساخرة:  تلزمي من يا سوسه يا مفعوصة. 
لكنها ليست أقل منه شأناً في القصف فردت: رامي يا بن ام رامي اتركني وشأني احسن ما يومك يصبح مثل ملامح وجهك!
أردف رامي بقوة تمكنت منه لإغاظتها: لن أتركك يا ريم يا بنت أم ريم . 
عندها ثار جنون ميرفت من أسلوبهم وحديث كل منهم بسخافته وتافهة قد دلت على صغر عقلهم: هو الواحد لا يعرف أن  يرتاح منكم دقيقة..... ربنا يصبرني عليكم...... لأذهب لأجهزة  الغداء احسن من وجع دماغكم. 
لكن أوقفها رامي ليقول لها يعد أن دنا منها باحترام وحب يمسك كتفها : لا تحسبِ لنا حساب بالغداء يا ميري نحن اليوم خارجا بمفردنا. 
تفاجأت ريم و نظرت اليه لتستفسر عن السبب: لمَ سنذهب أين؟ 
أجابها و هو يبتسم ابتسامة جانبية فهمتها لتنطلق متحدثة: نعمل كبسة على جو. 
بالفعل تهدأ الأنفس عندما تشعر بالاشتياق: تصدق لقد اشتقت إلى الصغار، هيا بنا. 
خرج الاثنان مغادرين المنزل للذهاب إلى منزل اخيهما الأكبر يوسف لغرض مفاجئته و زيارته. 
نزل كلاً من ريم و رامي من السيارة التي كانوا يستقلونها، ليستقر بهم الحال أمام مدخل لأحد العقارات الجديدة، التي تشبه الأيقونةِ الهندسية الحديثة فقد تداخلت الهندسة المعمارية مع التاريخ بتناغم فتشعر بعبق الفراعنة من نقوش اللوتس والبردي، و تستنشق عبير اليونانية والرومانية من المداخل البرونامية، لتذهب منطلقا في رحلة لتتذوق القرون الوسطي بالنسيج الفلكلوري، الذي يسحبك بخيط من الحرير إلى الهندسة الحديثة بضخامتها وعمارتها الفنية الحديثة الممتزجة بالتشكيلات الزجاجية.
دخل رامي و ريم من مدخل العقار الذي ما أن تطأءه قدماك وإلا قد أصبحت في عالم آخر من العشق المحرم، فلم يتعاطى رامي محدثاً ريم بنبرة شاكرة: هل تعلمين أن جدنا بالفعل قد خفف عنا وقدمنا عندما بنى هذا العقار لنا!  و إلا كنا ألان ندوخ ونلتف ونتلصص من البحث عن مسكن المستقبل. 
نظرت له ريم وهي تتعجب، فكيف لشاب بذلك المستوي و ذلك التعبير قد رادفه فانفجرت ضحكاً حيث لم  تستطع مقاومته، لتعقب بعدها وهي منقطعة الأنفاس من شدة  الضحك: هذه نهاية صداقتك مع الشباب، نتلصص.؟.....انت لو ظللت عمرك الماضي والقادم لن تجد ربع ثمن الشقة هنا.
ويبدو أنه مصر على تكامل الفكرة فتكلم  بحديث يستعطفها، فقد كان يريد إبدال شقتيهم، فهي قد أبدعت بالفعل  في تصميم الديكور الداخلي للشقة التي تملكها: لما لا تفعلي معي واجب وتبدلي شقتك بشقتي؟!
فهمت ما كان يقصد، فقالت بنبرة قاطعه حازمة لتضع له حداً: لا بالله....بعد تعبي و شقائي في تجهيزها، ووقوفي بجوار العمال!
فنظر إليها مجددا نظرة طفل برئ يستهدف عطف والدته: إذا لم توافقي على التبديل، فلتساعدي أخيك المقهور على زهرة شبابه وتصممي له شقته أيضا. 
فقالت له بانتهازية و فكر الرأسمالية: ادفع و أنا اصمم. 
فقال معاتبا بملامح الجمود الفاغر منصدم: انتهازيه. 
وصل كلا من رامي وريم لشقة يوسف، فقام رامي برن الجرس ولم يرفع يده عنه قط فحدثته ريم مؤنبة: كفاية ارفع يدك عن زر الجرس أمنحه مقدار من الحرية واعطيه نفس. 
فقال لها بخفة ظله الظاهرة: عادي ولا تفاح!
فنظرت اليه باستنفار فأردفت لتفحمه: لا مشمش يا خفيف!
وفي هذه الأثناء فتح يوسف الباب صدم عندما فتح الباب ليري من هو الزائر، فقال بصدمة:  بسم الله الرحمن الرحيم. 
فأسرع رامي ليقول رامي بفرح: يا مرحب يا جو. 
فنهرهم يوسف بقلق وبحزم وهو يشير لهم براحة يده وأطرافها بشدة ليطردهم: عودوا من حيث اتيتم لا أريد رؤية وجوهكم..
فصمت وهلة يستعيد رباطة جأشه ليكمل ليقطع عليهم أي بوادر للحديث: كما أننا كنا ذاهبين للخارج. 
فأردفت ريم بحزن لعلمها كم يتعبونه وهو غاضب منهم: ماذا هناك يا أبيه هل لا تريد رؤيتنا الآن!
تجاهلها يوسف خوفاً منهم والتفت ينادي علي زوجته داليا: هيا بنا يا داليا ألم تنتهي من تجهيز الاولاد بعد؟
ردت عليه داليا وهي قادمة في طريقها و تصاحبها  حالة من الاستغراب الشديدة لما يحدث ويتفوه به: جهزت لمَ يا يوسف!
أجابها ليوضح سبب ندائه وحتى لا ينفضح أمام إخوته: ألم تقولي أننا سنذهب عند والدتك اليوم، فلم لم تستعدي بعد. 
غتحدثت بخوف عليه فربما  يكون قد حدث و سي حديثهم معاً بالسابق: سلامتك يا يوسف... ماذا حدث لك يا عزيزي ألم تقل....
فعادت بذاكرتها لتلك اللحظة التي طلبت منه أن يذهبا لزيارة والدتها وقد كان يوسف جالس يشاهد المباراة عندما دخلت عليه داليا لتسأله له برجاء: ممكن اكلمك يا يوسف؟
فطمئنها بأسلوبه لتطلب ما تشاء: تفضلي يا حبيبتي. 
فقالت بهدوء يناسب ملامحها: منذ فترة ولم أذهب إلى والدتي، بسبب انشغالنا، واليوم أنت إجازة من العمل فلم لا نذهب لها كما أنها تسأل عنك أيضا وتود أن تراك؟ 
فقال لها معتذراً بأسف: أعتذر لك يا سيدتي الجميلة دودي، لكن اليوم هناك بعض الأصدقاء قادمون لرؤيتي.
فاستغربت من تلك الزيارة التي لم تعرف عنها شيئاً: اصحابك!... لكنك لم تخبرني عن الزيارة شئ!. 
فأعتذر لها ببليغ الأسف ووضح سبب عدم معرفتها: لك أكن أعرف حقا.. لكنهم منذ دقائق فقط أخبروني بحضوركم لمصر في زيارة لمدة يومين وسيأتي لزيارته في خلال ساعتين بإذن الله.  
فقالت له بهدوء لتستعتب عدم ابلاغها لتقوم بإعداد ما يلزم: ولا يهمك... لكن لمَ لمْ تخبرني لأستطيع أن أعد لهم الطعام .
مازحها يوسف بمرح فلم يرغب في تحميلها العبء أكثر ليقول لها: وهل تظنين أن زوجك المصون يغفل عن هذا.... لقد  اتصلت بالمطعم بالفعل وطلبت بعض الطعام  الجاهز فالذي أظن أن متبقي عليه ساعة وسيصل، فأنا لا أريد ارهاقك بشئ ليس بمعد له سابقا. 

فعادت من ذاكرتها علي قول يوسف:  لا لقد غيرت  رأيي هيل اذهبي يا حبيبتي لتجهزي أنت والأطفال. 
لكن  لاحظت داليا أنه يقف على الباب يمسكه بإحكام وأن هناك من يحاول أن  يفتح الباب فسألته : من على الباب  يا يوسف.
حاول أن يضلل عليها  ليبعدها عن هوية من يتواجد بالخارج بطريقة غير متقنة: لا... لا يوجد أحد...أنهم مجرد عابرين سبيل كانوا يسألون  عز عنوان شخص ما وكان الوصف خاطئ. 
قام الاثنان بالخارج بدفع الباب قليلا وهم يتظاهرون بالحزن، فقد بدأ تظاهر رامي بالحزن بجملة ساخرة: يا نهار الوان.... أخي يطردنا من منزله
فشهقت من تفاجأت  بمن خلف الباب وهي تضع يدها على فمها:  يا هلا... يا هلا.... رامي و ريم عندنا لقد أشرقت  الانوار. 
لم تلبث ريم أن سمعت صوتها لتذهب  مسرعة تفتح ذراعيها لاحتضان داليا: وحشتني يا دودي.
فجأة قاطعهم يوسف وهو يقول  أثناء سحب داليا خلفه من يد ريم:  من بعيد يا بنت،  لا علاقة لك بزوجتي مهما حدث هل تفهمين. 
فأردفته ريم بلهجة حزينة تحاول تلقين قلبه :ماذا هناك يا أبيه لقد اشتقت لها، وأريد أن أسلم عليها. 
لكن يوسف بحدة حدثهم ليبتعدوا: أنتم الاثنين تسلموا من بعيد لا أحد منكما يقترب منا أ فهمتم.... هكذا أو....... يا سكة السلامة. 
نهرته داليا ليرضي بدخول الاثنين لاشتياقهم لها: كفى يا يوسف حرام عليك... اترك الاولاد يدخلوا ودعهم و شأنهم. 
رد عليها بنبرة حازمة أمامهم من غضبه منهم: هذان الاثنان لن يحطوا  بيتي ابدا. 
كلمه رامي ليحاول تهدئته: فلتنسى ولا يكن قلبك اسود  يا أخي. 
لكن الغضب كان أكبر وكان هو المسيطر عليه ليردف: أخيك من يا طفل انت وهي..... هل نسيتم ما حدث أم اذكركم. 
عادوا جميعاً بذاكرتهم لتلك الحادثة التي جعلته يخاف منهم فقد كانوا في فيلا العائلة مجتمعين عند جدهم فجاء رامي ينادي علي ريم حتي لا يراه احد، فردت عليه بحذر ماذا هناك يا بني؟
فأومأ لها و هو يقول: تعالي فقط.
عندما وصلت عنده أمسك يدها متجهين لخارج المنزل باتجاه الحديقة، فقالت ريم بفضول: ما بك، أجب لم جئت على ملء وجهي!
فحاول تذكيرها بذكري ماضيه لتعرف ما هو مقدم عليه: هل تذكرين محسن صاحبي الذي يعمل في السيرك. 
فهزت رأسها لتذكرها إياه: نعم اتذكره.. كان يعمل مدرب للقرود تقريبا! 
فقاطعها و هو يضحك و ينفي: لا......لقد ترقى وتطور وأصبح يربي وحوش. 
فدهشت من المعلومات الجديدة: وحوش... أي وحوش؟
فقال موضحاً: قصدي أسود و نمور. 
فأقشعر جسدها وانتفضت من الفكرة: يا ما.....ماما.
تغير وجهه بابتسامه يعلوها المكر: هل تعرفين ماذا فعلت.
ريم و هي ترد بنفس الابتسامة سامجة التي تنبئ بالكوارث:  ماذا فعلت، عملك اسود ومهبب؟
فقال لها بجدية وهو ينظر للباب: دعوت محسن ليحضر معنا هنا.
علمت أنه يخطط لشئ ما فهي تعرفه جيداً: اللهم صل على النبي...محسن فقط، أم مصيبة ثانية.
اسرع يبرر  ليطمئنها لتنفذ طلبه: أي مصيبة، لا يوجد مصائب أو غيره.. بلكن فقط أريدك أن تنادي علي يوسف وتخبريه أن هناك من يريده بالخارج.
فوافقت علي مضض: حاضر... ادعنا نعرف نهاية أمرك.
دخلت ريم إلى الفيلا، وقد كان يوسف جالساً مع جده وابيه بجوار عمه وداليا، بينما كان الأطفال يلعبون حولهم فنادت عليه: ابيه يوسف.... يوجد بعض الأشخاص يريدونك بالخارج.
فحاول أن يعرف منها  هوية من يطلبه، لكنها ردت عليه بجدية: لم يعلنوا عن اسمائهم يا ابيه. 
فهز رأسه: تمام يا ريمو انا خارج لهم. 
بالفعل قد خرج يوسف إلى الحديقة ليري من يريد مقابلته، إلا انه قد تفاجئ بظهور أسد ضخم أمامه فوقف وأصبح لا يعرف ماذا يفعل، فأخذ يحدث نفسه بصدمه: ما هذا .. اه شكله أسد!... لا هذا أسد.... أسد حقيقي وليس لعبة..... لا أكيد أنا بحلم ماذا سيجلب الأسد هنا!
قد حاول أن يتحرك علي اساس انه يرى نوع من التهيئات إلا أنه قد فوجئ بزئير الأسد يرتفع، فتصلب مكانه ولم يعد يستطع الحراك فماذا يفعل مع أسد و هو اعزل أو بمعني أصح لم يعد يقوي علي الحراك، فقدماه لم تعد تستطيع أن تحملانه. 
فقال مستشهداً في نفسه: اشهد أن لا إله إلا الله  وأشهد أن محمداً رسول الله وهو ينادي..... ولا يخرج صوته داليا..... بابا يا بشر أين أنتم.
لم يعد يستطيع التحمل إلا وأنه قد التفت وركض داخل الفيلا وأغلق الباب خلف بلمح البصر، وأخذ يستغيث: أسد أسد في اسد، يوجد أسد في الحديقة. 
خرج الجميع علي صوته، وقد تساءل جده محمد: ماذا هناك يا يوسف؟ 
فاردفه يوسف بقلق:  أسد في الحديقة يا جدي!
تعجب جمال والده: أسد ماذا يا بني! .... يبدو من شكلك أنك جننت! 
وقد فاض الكيل منهم وعدم تصديقهم لم يظنه هو من المستحيل: أقسم  بالله العظيم هناك أسد في الحديقة!
حاول والده فتح الباب ليري ماذا يوجد بالخارج ، إلا ان يوسف حاول منعه حتي لا يتعرض للأذى، لكن عندما فتح الباب بالفعل لم يوجدوا شيء بالخارج، فانفجر رامي وريم ضحكا عندما عادوا بذاكرتهم لتلك النقطة من الموقف ليحاول رامي الاعتذار عن هذا المقلب بخفه وتبعاته: حقك علينا يا جو المسامح كريم. 
وقد كانت ريم مظلومة في هذا المقلب فلم تعلم به شوى لحظة التنفيذ التي قد شلت أطرافها عندها بالفعل ومن يومها وهي  تحاول استعطافه: أقسم لك، وبالله ما كنت اعرف أن هذا الأحمق  يجهز لهذا المقلب!. 
استنكر يوسف كثرة الحديث الذي أصبح يعتمد عليه بعد كل تلك المصائب التي لا يستطيع الهرب منها بسببهم: انا ماذا سأخذ منكم غير الكلام.
لكنه في النهاية خضع لما حدثه به القلب بالسماح لهم بالدلوف اتقاء للمزيد من الحديث ليدخل الجميع البيت فجلسوا يتحدثون معا، لكن بعد بعض الوقت انسحب الدخيلين بروية  لغرفة الأطفال يلعبن معهم، لكن بعد فترة تركت ريم الأطفال عما وجدتهم منسجمين مع عمهم بأحد االألعاب الإلكترونية التي يحبونها فانسحب لتذهب إلى  الشخص الذي ما زال مصر على أخذ موقف منهم فتحاول الحديث معه  ببراءة: والله لك أكن  اعرف ما يحدث.... ..لأني لو كنت اعرف شيئا عن هذا الحيوان  كنت سأخبرك لتأخذ حذرك...... ارجوك لا تغضب مني.
لم يغفل قط عن جعبتها التي لا تنتهي من المقالب وخاصة إذا اجتمع الاثنان بكوارثهم التي يعرف أنها لن ترحم أحد فهو أدرى بهم منذ نعومة أظافرهم، ليتحدث يستنكر ادعائها البراءة: منذ متى هذه الحنية  يا ماما... يكفيني أني قد لازمت المنزل بسببك أسبوعين ....أنت كتلة من المصائب ترمى عليّ من حيث لا أعرف.
استطلعت ببراعة أن تقلب ملامح وجهها لتصبح طفوليه وبصوت أشبه بالخنوع: أعتذر منك بشدة جو... لن أفعل هذا معك مرة أخرى. 
لن يكون من ربت على يده إذا لم يكشف امرها ليقول لها بخبث لازمتها بعض الحنكة لتزيل قناع البراءة الذي وضعته: البسي الوش الخشب لن يخيل عليّ دور  السهوكة و الحنية الذي تتقمصينه.
لكن يبدو أنها لم تحاول مصالحته بمفردها فقد كانت تعتمد على الذراع المساندة الأقوى لتساعدها فهنا تدخلت داليا: فلتسامح البنت يا باشا ولتعفو عنها... الا ترى  شكلها الذي يقطع نياط القلب. 
نظر لها يوسف يبتسم ببلاهة للتأكد مما سمعه من ابنة عمته والتي تعرف بالفعل تصرفات الجرذين كما يحب تسميتهم كما يعرفهم هو فقد نشأوا جميعا تحت سقف واحد تقريبا: داليا... هذه  يا ماما يجب أن  أصابعك بعد ما تسلمي عليها. 
اردف رامي من خلفهم بخفة ظل: ماذا هناك  يا باشا هي البنت عملت لك حاجة... إنها ما زالت كتكوتة . 
امتعض يوسف من أسلوبهم وحديثهم وخاصة اعتمادهم لهجة لا تمت لتنشئتهم بصلة، فتكلم بتهكم واضح في نبرة صوته: كتكوتة آه........... لا...أنت وهي ذئاب بشرية. 
قاطعه متصنع الحزن: كفي يا عم لمَ ستلبسنا مصيبة... نحن سنغادر ... هيا بنا يا ريمو...... السلام عليكم. 
قام الاثنان و سارا في طريقهم ليغادرا المنزل، لكن من تغلب هو قلب الأخ الاكبر الذي ما زال رمز الاحتواء فاردف يوسف: انتظرا يا مصيبة انت وهي، سوف ارض عنكم بشرط، ألا وهو أنكم تكفون عن  مقالب السخيفة. 
احتضنته ريم بشوق وقد تمثل حضنه لها شطء الخلاص من الضغط الذي تقع تحته في أحلام لا تعرف منتهاها: شكراً جو إنك بالفعل أحلي وأرق ضابط في الدنيا. 
لم يصدق أنها بالفعل تمثل ولكن شعر بكم احتاجها في تلك اللحظة لمرح آمن حتى تعرف كيف تفكر فعلت وجهه الابتسامة المطمئنة ليقول بخبث: فلتأكلي  بعقلي حلاوة يا مفعوصة أنت. 
هنا شعر الأخ الأصغر بما يعتمد بصدر شقيقه فأسرع يرفع  من صوته يساند شقيقه في خطوته و قال بضحك: حلاوة بيضاء ولا حمرة. 
فنظر يوسف له وقد فهم أن شقيقه قد عرف ما بعقله فحاول الاستجابة للموقف برد فعل يناسبه فعلت وجهه نظرة تساؤل:  هل هذا  منظر واحد سيصبح ضابط بعد بضع شهور فقط!
فانتهز الفرصة ليقدم أحد حركات الخفة التي يتمتع بها ليقوم بصنع حركة مفاجأة فتصنع بها السلام العسكري: تمام يا افندم 
لم يتوقع أحد هذا الموقف لتنطلق ضحكات الجميع من المنظر، لكن تتوالى الكلمات فاخذوا يتسامرون و تهامسون ويتحاورون فالحب عندهم هو بهجة يصنعونها بأنفسهم ليعرفوا كيف يمرون في حياتهم بدون أن يكون هناك من يعكر صفوها، فطالما كانت القلوب لا تمتلئ بالخبر ستظل المحبة تتلاقى في الطرق المنبسطة ولو تذكرت بألاف الأمواج العاتية، ستجدون في ضحكتهم تخفيفا لعبة لن يطول طالما هم معا، لكن ما لبثت ريم  وقت وقد شعرت  بالجوع: ألا يوجد لديكم طعام  أم ماذا يا داليا!
جذبت داليا يد الفتاة لتقفا معا وهي تقول: الأكل موجود يا قطة تعالي معي نحضره هيا. 
قامت ريم مع داليا لتحضير الطعام، بينما استمر جلوس يوسف ورامي يلعبون معاً لعبة الشطرنج  فكان الطفلين يحومون  حولهم حيث يجتذبهم الحديث بين المثلين أمامهم  فكان   صوت يوسف ينطلق في لحظة وهو يهتف: بطل نصب يا رام بدل من جعلك تلف وتدور حول نفسك. 
في حين واجهه رامي ليدافع عن نفسه ولم يدركا مدى اندماج الطفلين معهم في هذا النقاش الشيق: ما تظنين سأفعل لك، فأنت من هو لا يجيد  اللعب فيخسر. 
فنظر الطفلين منفوضين كمن لسعهم الذئب إثر تحدث يوسف بعصبية اللاعبين: انا من لا يجيد  اللعب يا اونطجي. 
فما لبث أن عرب الطفلين يجيبون يد داليا على صوتهم الذي على ليرتفع قليلا، فتستغرب من أسلوبهً: ماذا يحدث هنا، لقد وصلت أصواتكم لنا بالداخل وقد فزع الطفلين. 
فأجابها يوسف ليحاول استدراج الموقف ليرمي اللوم على غيره فيشير لشقيقه: الولد النصاب لا يتوقف عن الغش في اللعب.
تكلم رامي ليدفع التهمة بعيداً: يا شيخ أنا من بغش أم أنت من لا يعرف كيف يلعب الشطرنج. 
استنكر  يوسف الجملة فهو يذكر أنه من أدخل اللعبة بينهم فتحدث يذكره  بمن علمه فنون اللعب: لا أعرف كيف العب! ... ألا تذكر من علمك قواعد اللعب!
فقالت داليا بعد ان تشتت فكرها بينهم: كفى  انسوا اللعب وهيا بنا نتناول الطعام. 
ذهب الجميع إلى الغداء وما زال  الأربعة يجلسون معا ويتسامرون في منزل يوسف حتى بعد انقضاء وقت لا بأس به بعد الغداؤ، فتذكر رامي أمر الحفلة التي دعت إليها عائلتهم من قبل ادارة النادي الذي يشتركون به في ذكرى الاحتفال بتأسيسه  فقال لهم رامي: صحيح يا ريم هل ستحضرين  الحفلة التنكرية التي ينظمها النادي. 
فأجابت بثقة لتأكدها من موافقة عائلتها: بالتأكيد لن أفوتها....ولقد جهزت الملابس التي سأرتديها بالفعل منذ فترة. 
لكن طبيعة عمل يوسف منعته من الذهاب معهم: لن أستطيع الذهاب معكم فادي بالفعل استدعاء عمل... فلتمر يا رامي لتأخذ معك داليا حتى لا تذهب بمفردها.
فأجابه رامي بالموافقة وهو يمثل التحية العسكري:  تمام سيادة القائد جو.
ذهب الجميع للاستعداد للحفل، فكان رامي يرتدي زي القرصان وداليا ترتدي زي فتاة من العصور الوسطى في الغرب يتناسب معه قناع ذهبي، أما ريم فقد اختارت أن تنفرد وتبتعد عن التحمل في الحلة الباهية  للفتاة وقررت أن ترتدي زي يشبه ملابس الساحرة الشريرة، فكان الفستان من اللون  الأسود ضيق من عند الصدر للخصر ثم ينسدل بعدها باتساع ملحوظ من عند الخصر ليصل للكاحل بتلائم غريب  واختارت أن تضعه معه تاج من الزهور فابتعدت عن اختيار ألوان الورد المستساغة فتجملت بزهور باللون الأسود القاني لكن ما اختلف هو استخدام القناع الأسود الذي تخيلته بعض اللمعات المعدنية فجعلته يضيئ في الظلام، فكانت تلك الطلة رغم غرابة اختيارها وتنافرها  مع خيارات المدعوين لكنها جعلتها غايه في الاناقة بسبب بساطة الأسلوب وعدم المبالغة في إضفاء الماسات التي تنافست النساء في وضعها للتباهي بما تعجوا به خزائنهم من حلي، فعندما دلف الثلاث إلى القاعة التي يقام بها الحفل لفتت ريم انظار الجميع إليها بدون أن تدري بزيها فكان الاختيار رغم تميزه  بالأناقة  والرقي لكنه جعلها مرأى حقد كل النساء فزي الساحرة السوداء كان عليها اشبه بملابس الأميرة الحزينة. 

بدأت فقرات الحفل لتشمل التنوع من  الترفيه إلى  الاستعراض، لكن اختلف الحفل في الذكرى السنوية عن باقي الحفلات العادية، فقد كان هناك فقرة مختلفة  تحمل التشويق والتحدي للشباب والكبار على حد سواء فقد جعلت الجميع متحفز للقادم وقد كانت عبارة عن توزيع مجموعة من الكوبونات التي تحمل أرقام متسلسل على جميع الموجودين  وقد كانت كانت تلك السلسلة مكررة بألوان  من الأزرق والزهري والأحمر، عندما تسحب فتاة صغيرة رقم  الكوبون الأبيض من علبة التحدي فوق المسرح يقف صاحبي الرقم (الشاب و الفتاة) ليذهبا باتجاه المسرح فيقرر ماذا يريدا أن يلعبا من لعبة الصراحة أم الجرأة علي خشبة المسرح، فقد أمسكت ورقة السحب فتاة سحب الورق، لتظر بها وتعلن عن متحديا العرض: اللاعبين رقم 15.
ذهبت ريم بعد أن لاحظت داليا أنه هو رقمها فقامت  ريم لتحاول أبعاد الرقم عنها لأحد اخر لكن في تلك اللحظة وقف  الشاب الأخر مالك الرقم ليرفع يده، وما جعله جذابا ومختلف هو أنه كان  يرتدي زي محارب غجري و قناع بلون فضي يكاد يضئ ليباراليبادرا أن يذهبا بنفس  التوقيت المتزامن على المسرح بهد أن جذبا الحضور وقفتهم، كان مقدما البرنامج ينظرون إلى الاوراق: مرحبا بكم رقم 15، فلتختارا الصراحة أم تحدي الجرأة؟
فأجابت ريم بعفوية لتحاول الهرب من اس سؤال يطرح وتعرف إنها لن تقدر على الإجابة عند  الوصول إلى مراحل الفضول الغريب: الجرأة. 
فأخبرها مقدم الحفل بنظرة لا تحمل التهاون وهو يبتسم في حين كان ينظر للجمهور بنظرة ذات مغزى وبيده المايك: رقصة هادئة علي المسرح أمام الجميع. 

وافق الشاب الذي اختار الجرأة، و رقصا رقصة هادئة معا إلا أنه قد تلاقت عيناهم، لكن حدث ما لا يمكن توقعه فقد غاص  الشاب في خضرة عيناها وجمال تدرجاتها الغير معهودة، أما  هي فقد انجذب في وهلة وجيزة والتي التقت عيناهم بها في لون عينيه التي اجتازت البنية وابتعدت عن اللون العسلي وقد اشتقت من لون الكركم نصيبا، في تلك اللحظة إن  كان هناك من يقول أن العين مرآة الأنسان، فنقول أنها بكل بساطة  أهم  عنوان لبداية مشاعر تنبض بين قلوب العاشقين، عشق بلون الأشجار التي تغمر بماء عذب من ينابيع العقيق الكريم، بالفعل انتهت الرقصة وحاول الشاب بكل جهده أن يعرف صاحبة العيون التي افقدته عقله بدون أن يعرف لذلك سبيلا يمنعه  إلا أنه لم يستطع الحصول علي أي معلومة عنها، في تلك اللحظات الوجيزة بدأت تتنوع فقرات الحفل فكان هناك تحديا أخر وهو أن يقوم الشاب في الثنائيات التي سبق تسجيلها بالتقدم ليد الفتاة التي يحبها بشكل رومانسي فيقام حفل الزفاف اهداء من الإدارة فيما بعد لكن تفاجئ أصدقائنا عندما تم ذكر اسم رامي جمال، حيث كانت تلك هي اللحظة الفاصلة التي  اعتلت فيها ملامح رامي نظرات حقد: يا أولاد ال******من استطاع أن يصنع هذا المقلب بي!
ولم يستطع الصمت فأكمل بنظرة حقد وهو يكز على أسنانه:  فقط اعرفه!... ولن يمر يومه على خير أبدا. 
لكن ما جعل الموقف أصعب بالنسبة له عندما وجد ريم لا تستطيع التوقف عن الضحك من موقف رامي وحركات وجهه التي شدتها بقوة، فكم تريد وتود أن تعرف من فعل به ذلك لكي تشكره فقد انتقم لها بدون أن يدري، فقالت له  في حين لا تستطيع التوقف عن الضحك: أدفع الباقي من عمري وأعرف من استطاع أن يعلم عليك يا بوس!
فحدثها بقهر لم ينكره بسبب مزاجه:  لتكتفي يا ريم لأن  يومك لن يمر معي على ما يرام. 
لكن ريم حاولت إغاظته: يا عم أذهب بعيدا وأعرف من هو المعلم الذي استطاع أن يعلم عليك، يبدو أنه يريد أن  يسود وجهك أمام  النادي بحق. 
استحلف رامي لريم اذا لم تتوقف ستجد ما لا يمكن أن يحمد عقباه، فعلت وجهه نظرات استهزاء إلا أنها زادت:  يا مامي، أخفتني يا سيد الرعب. 
لكن حقاً قام رامي بفعل غير متوقع وقد صدم كلا من ريم و داليا من فعلته، فقد تفاجؤوا بركوع رامي علي إحدى ركبتيه وقد اسند يده على ركبته الأخرى فيما كان يمد يده الحرة باتجاه ريم وقد كان حديثه هو الأكثر صدمة: هل تقبلين أن تقضي معي الباقي من عمرك؟ 
ولم يكن يدرك أحد أنه كان يضحك في داخله خوفاً من أن تنكشف لعبته من نظرات النار التي تنطلق من داخل عيونها، التي في لحظة قد تستطيع بكلمة واحدة أن تهدم حركته التي استطاع أن يخطط لها في لحظة ومبادرته السريعة لها حتى لا تستطيع التركيز، لكن ما زاد صدمتها هو قول داليا التي نظرت إليها وهي تبتسم: ما هو  رأيك يا ريم فلتردي عليه.
فتوجهت نظرة سريعة من ريم باتجاه داليا تناظرها بحقد صرف في تلك النظرات إلى داليا ولو كانت النظرات تقتل حقا لكانت ماتت داليا شهيدة النظرة القاتلة، لكن رحم داليا هو اتجاه نظر الريم الحاد بسرعة تجاوزتها لرامي لتحذره من التمادي بصوت هامس: لم الدور بدلا من أن  اقلب عليك الطاولة وحياتك. 
لكن كان رامي بالفعل يريد نجدتها له في هذا الموقف فنظر إليها وهو يستعطفها: أحلفك بحياة أغلى ما لديك من أحبائك .... سأحلفك بحياتي أنا، لا تجعليني أضحوكة أمام هؤلاء  البشر. 
لم تستطع أن تفهم كيف تحاول وكانت على وشك أن تفقد  المشكلة وقد بدأت تفقد رباطة جأشها، لكنها استجمعت شجاعتها  بلحظة وحاولت أن تستفيد من الموقف الذي استطاعت أن تتحكم به بدون أدنى مجهود يذكر فنظرت إليه بتكبر: أوافق على مساعدتك ولكن بشرط. 
لم يصدق ما قالته فوافق رامي علي شروطها بدون معرفتها: فلتأمريني فقط وأنا سأنفذ يا ملكة العرش المبجلة. 
فقامت ريم بتمثيل دور العروس المتبهرة ببراعة ووقفت أمام الجميع تعلن الموافقة علي طلبه لتنقذ ماء الوجه فلا يراق سائلا سلسبيلا، عندما نطقت الموافقة اكمل يساند كل منهم الأخر في إكمال تلك المسرحية التي استطاعا أن ينفذاها على مسرح الحياة حيث الجمهور هم المساندون فقام رامي باحتضانها أمام الجميع، ولم تكن الفرد الثالث على هذه الطاولة لا يستطيع تحمل الموقف من غرابته وطرافته في آن واحد، حيث حاولت وبكل صراحة أن تكتم الضحك حتى لا تنفضح الاتفاقات السرية التي كانت أسرع من لحظات الضغط على أزرار طلق الصواريخ، لكن يبدو أن الخدعة قد انطلت على الجمهور بكل جدية وقد دل على ذلك سماع صوت  تصفيق الجميع، لكن هنا كانت الصدمة من نصيب معجب قد ظن أنها ستكون حجرا كريما يزين حياته لكن تبدلت الأمور لظهور عندما راءاها توافق: إنها بالفعل مرتبطة ذهب الدور منك لمن هو أحب لها. 

انتهي الحفل وقد خرج الثلاثة وهم يحاولون الابتعاد عن مرمى الأنظار  وذلك لأن  رامي وداليا لا يستطيعون التوقف عن الضحك كلما  يتذكرون الموقف الذي كانوا به منذ دقائق قليلة مضت لم تتخطى السويعة، بينما هم يتندرون بطرافة الموقف إلا أن ريم كانت أشبه شعلة نار ملتهبة تنبع من آتون مستعر ينتظر أحد يقترب ليقضي عليه، لكن ذهبوا جميعا مغادرين  في البداية إلى بيت يوسف لإيصال داليا فقد اتبعوا الأصول  وصعدوا معها لتوصيلها وحيث  تفاجؤوا بتواجد يوسف الذي ما لبث أن كان عائدا من عمله يتحضر لنزع ثيابه،  فعندما نظرت داليا إلى يوسف لم تستطع التوقف عن الضحك الذي كان أشبه بالنسبة التي لازمتها. 
فاردف يوسف بابتسامة غزل يحاول مدارة الفضول الذي يختفي ورائه اليقين بوجود مشكلة أو مقلب حدث ويتمنى أن لا يكون هو المستهدف: تدوم السعادة.... لكن ماذا يضحك زوجتي الجميلة. 
لكن داليا في مشكلة أكبر بالفعل حيث لم  تعد بقادرة على  الاستقواء والاستمرار في محاولة قتل منبع  الضحك الذي شهدته وهي تحاول أن تحكي ليوسف: هه.....اص....اص....ل..:...را.....را...هو...
ريم ناظرتها بحقد: شديدة السعادة أنت بما حدث، لأنك لست في موقفي.......
قاطعها رامي وما ضايقها أنه كانت  تعلو ثغره ضحكه عالية: يكفي يا خطيبتي المصون... 
ريم القت عليه نظرة ممتزجة بحقد: خبطوك بقالب طوب يفتح دماغك لا نعرف كيف نجمعه  يا.......يا رامي يا ابن ام رامي. 
تفاجئ رامي بردها الكظيم عليه وهو توقع أن تمرح بما حدث مثل ما فعل هو وداليا وتندرا على الموقف: يا نهار ما هذا منبع الإهانة الذي صدر الأن. 
لكن أكثر ما كان يغيرني هذا الموقف هو مقدار ما لم يفهمه الحكم في هذا الموقف فقد كان ضائعاً بينهم لا يعرف ماذا حدث، لينطق بصرخة أوقفت الجميع عن النفس مجددا من ذعرهم من حدتها: كفى.... فليخبرني أحدكم ماذا حدث الأن لكل هذا التفكه الغريب منكم؟!
كان من أثر تلك الحدة ما ظل باقي ليحاولان جمع شتات أنفسهم، لكن كانت المتكررة هي الأكثر تحضرا أن تنعي ما بها لأخ لم تلده أمها، فتكلمت بصوت تعلو نبرات  الأسى لسرد الموقف:   لم تعرف ماذا فعل شقيقك يا حضرة الضابط اخوك بي في الحفل. 
لكن تغيرت الأمور من نظرته عندما سردت الموقف بكامله فلم يستطع يوسف تمالك نفسه من الضحك عندما رأى وجه ريم الطفولي وحاول تصور المشهد بملابساته، ليزيد رامي و هو يستفزها: ما أجملها صغيرتي  زعلت لأجل هذا فقط...... من الغد سأعلن إنهاء  الخطوبة أمام  الناس. 
لم تستطع ريم تحمل هذا المزاح الذي زاد عن حده معها  فقد غلت من البركان لتصرخ بوجه: آه 
لكنبالفعل بدأ يلاحظ رامي أنها بالفعل تشعر بالضيق فحاول أن يمزح معها بكلمات هادئة فيقول: تقدمت ليدها امام الكون 
فاعتزلت الحب بعد رؤيتها 
لا يلومني بشر فقد عشقت عيناها
إنها صغيرة على الحب
بكائها زاد عشقي 
وقد فهم كل من داليا و يوسف محاولات سحب الغضب منها فانطلقوا بالصفير: اللهم صل على النبي. 
ليزيد  يوسف محاولا جذب اهتما ريم بعيدا عن ما حدث حتى يستطيع الحديث وأن يفهموها ماذا يحدث بحق: انت بتقول شعر يا رامو. 
فزاد رامي بطريقته المسرحية المشاغبة التي تزيد من مرح الموقف فتصنع الخجل: لأجل الورد يسقى العليق. 
لم تفهم ما حاول فعله فتبدلت ملامحها ومشاعرها للضيق لكن قلت عصبيتها وهذا ظهر عندما تبدلت ملامح وجهها للحزن من الغضب: إذا  يا رامي لا تحدثني ولا أحدثك من بعد اليوم. 
هنا شعر بالفعل أنها ستستطيع الفهم والتحاور معه ليبدأ بأن يحاول مصالحتها:  يا فتاة يا هبلة.... إنك لو لم تكوني  اختي بالفعل كنت سأخطتفك منذ زمن مر..... هل هناك شخص عاقل يكون معه هذا القمر ويحاول أن يغضبه. 
لم تشعر في تلك اللحظة بمشاعر تناقض نفسها مثلما فعلت، فقد شعرت بالقهر والحب والانتماء لشئ هي تشتاقه دائما وتبحث عنه في أحلام وكوابيس تحيطها، في تلك اللحظة احتواها  الأمان لكن انطلقت الأعين تدفع الحزن و هي تبكي: بجد يا رامي. 
اجتذبها بين يديه من كتفها وهو يتحدث معها بجدية قد لا يتدراكها الموقف  وهذا لتعلم مدي مكانتها لديه: هل تعلمين شئ يا ريمو... أن الرجل الذي  سيتزوجك  سيرى من بالفعل  أيام اسود من قرن الخروب كما يقولون.... وهذا فقط لكي  يعرف قيمتك ويحافظ عليكِ.
لم تكن تلك الكلمات رغم أمانها ما يمكن أن توقف الدموع التي تتوالى لتتقبل  التخلص من الضغط الذي يابت أنفاسها فزاد بكائها: لكن لما احرجتني في النادي إذا. 
بدأ رامي بتوضيح موقفه: أنا انا بالأصل لم أكن أرى أو أسمع أي شئ مما يحدث حولي، لكن فجاءة وجدتك أزدتي زودتي عيار الضحك عليّ فقررت أن أدخلك اللعبة معي، وهذا لأكثر من سبب الأول انت تعلمين أنه  لا يوجد شخص في حياتي حتى اتقدم له وفي حفل مثل هذا... كما أنه لا يوجد أمامي سواكِ  أنت أو داليا... وللأسف هي متزوجة وأغلب الحاضرين يعرفها بالفعل.
استنكرت هذا ا تصرفه: يعني أن تدبسني لكي تستطيع أن تظهر كشاب يقطع السمك وذيله! 
ضحك رامي علي تصنعها السذاجة فقد عرف أنها بالفعل قد فهمت الأمر منذ أول حوار ولكنها تلعب عليه لتغيظه فقرر مجاراتها:  عبيطة.. من سأدبس معي في لعبة محسوبة نتيجتها منذ البداية،  أولا لا يعرفك احد منهم لأنك ترفضين الظهور بهذا المجتمعات وتمقتين التصنع، الأهم من ذلك هل أستطيع الارتباط يا مجنونة بأختى التي ليس لدي سواه في هذه الحياة.
   قد بدأت أن تحاول التمادي بإحدى طرق خداعها لهم و هي تبكي: يعني تحبونني ولا تمقتوني. 
جلس يوسف و رامي امام قدمها محاولين طمأنتها فيدو أن هناك الكثير خلف تلك الملامح والدموع التي تتساقط من موقف هي نفسها لو كانت بحالتها الطبيعية لضحكتك عليه معهم ومسح كلا منهم احدي دمعاتها، ليبدأ يوسف جذبها له  بحب: يا عمري أنا وهذا الأخرق من لدينا غيرك..... أنت هي  ابنتنا و اختنا وتقريبا ستكون بمكانة أمنا لو لم تكن الحاجة الوالدة حية ترزق،  أنت هي  عمرنا كله، وعمرنا كله لكِ يا زهرتنا. 
مسحت دموعها بطريقة طفوليه: تتكلم جد أم أنت تضحك عليّ لتهرب؟
لكن ما استطاعت أن تكمل جملتها إلا  وقد وجدت ذراعي يوسف تسحبها بقوة هي وشقيقة رامي لحضنه ولم يكن واحد منهم يشعر أن هذا الاحتضان عادي خاصة أن كل منهم يحترم مساحة الأخر الشخصية بالفعل رغم عدم شعور الأخرين بذلك لتكون كلمات يوسف أشد  وقعا عليهم: انا أموت وأخسر حياتي بأكملها راضي لو عرفت أن واحد منكم حدث له  شئ، أنتم هم  السند الذي ليس لي سواه  في هذه الدنيا الدنيا. 
وقد أن يبكي الثلاثة من شدة تعلقهم ببعضهم البعض في هذا الحياة، ولقد دمعت عينا رامي وريم بالفعل، فكل من يراه يكاد يظنهم توائم وخاصة أنهم يشبهون بعضهم في أحرف الأسم وقد اختار لهم يوسف ألقاب تتشابه كذلك بالأحرف: فليحفظك الله ويخليك لنا  يا رب ولا يحرمنا  منك أو من حنانك علينا قط. 
لكن خاول يوسف تلطيف هذا المنقلب التراجيدي الذي يتجهون له  بعتاب: صحيح أنت مطلعين علي جسدى البلي الازرق، لكن لا استطيع أن اعيش او أحيا حياتي من غيركم. 
لكن كانت تراقب الوضع  ابنة عمتهم والتي قد بكت بالفعل بسبب حديثهم ومنظرهم: كفاية حرام عليكم لماذ قلبتوا الأجواء  تراجيدي وأنا كنت بالفعل سعيدة بهذا الاتجاه  بكونها كوميدي. 
فسحبتها ريم لحضنها هي ويوسف، فاردف رامي وهو يقف: لا  كدا كفاية، ريم هيا بنا لكي اوصلك. 
أوقفه يوسف: علي فين؟ 
فأجابه رامي بثقة: لأوصل ريم للمنزل.
نظر يوسف لساعة يده: الساعة اثنين بعد منتصف الليل، لا يوجد خروج، ستنامان عندي الليلة. 
حاولت ريم الاستئذان حتى تترك أصحاب المنزل بحريتهم:  هذا عادي ولا يهمك يا ابيه نحن سنغادر وسرعان ما نصل.
لكن يوسف تكلم بحزم الاخ والأب في تلك اللحظة : لقد قلت لا يوجد خروج في هذا الوقت وانتهى... لديكم غرفتا الأولاد أو الضيوف فليختر كل منكم ما يعجبه.... وانا سوف اتصل علي عمي عادل وابي لأبلغهم أنكم عندي. 
وقد اتصل يوسف علي  والده وعمه  بالفعل ليبلغه ببقاء ريم بمنزله الليلة، نظراً لتأخر الوقت 
_الو اخبارك.... يا عمي 
_اهلا جو... أنا بخير حبيبي... 
_اسف ازعجتك بهذا الوقت من الليل... 
_لا ازعاج يا  حبيبي... لكن ما هنا،  خير  ماذا حدث!
_لم يحدث شئ يا حبيبي، لكن ريم كانت في حفل مع الشباب وقد مروا عليّ اولا لذا فلتسمح بأن تنام عندي الليلة لأن الوقت قد تأخر ولا يصح أن تخرج من بيتي أو أن تدخل عندك في تلك الساعة! 
_.تمام عزيزي... هذا أفضل بالفعل افضل.
_استودعكم الله أحبائي  
أنهى يوسف الهاتف والتفت إليهم فتحدث بإشارة هيا اذهبوا  إلى الغرف لتناموا. 
اتجاه الجميع لاختيار غرف النوم فقد ذهبت  ريم وقد اختارت النوم في غرفة الاطفال، بينما حاول رامي النوم في غرفة الضيوف لكنه  لم يستطع فخرج ينام على الكنبة في الصالة إلى أن حل الصباح فكان موعد يوسف للذهاب إلي عمله، فذهب إلى الاولاد ليطمئن عليهم فوجد الأطفال وريم نائمين ولم يجد رامي في غرفة الضيوف فأخذ يبحث عنه فوجده نائما في الصالة يحمل اللاب توب في حضنه كمن يحمل الطفل الوليد يخشى عليه من الضرر وقد كانت السماعات في اذنه، فقال وهو يبتسم على مظهره الذي قد اعتاده منذ صغره: هي عادة ولن يغيرها مهما حاول. 

وقد خرجت داليا لتحضر الفطار ولقد انتبهت علي يوسف الذي اخبرها أنه لن يفطر فهو لديه عمل، ذهب يوسف إلى عمله فهو لديه مهمه يجب انهائها بينما استيقظت ريم وقد وجدت داليا مستيقظة وقد كانت تقوم بتجهيز طعام الافطار. 
فلن تستطع إلا أن تبهر من  منظر المائدة التي رغم بساطتها قد استطاعت إضفاء لمستها: ما هذا الاكل.... بسم الله ما شاء الله.... هل هذا هو  الفطار يا دودي!
  قد اعتادت منها هذا الحديث عندما تتولى هي الطعام فكل منهم الشرق والغرب في ففن الطهي فواحدة لا تجيد تحضير طوب الشاي أو سلق البيضة، والأخرى هي سيدة الطعام بكل حرفية ومهارة، فأضفت لمسة من مزاحهم لتبعد عنها فكرة أنها الافضل بالطهو: الناس تقول صباح الخير يا بنتي أولا.
وقد استطاعت ريم أن تدرك المزاح: صباح الفل و الياسمين... لكن لا تلومينني فأنت أدرى العارفين  ان الأكل والطعام هو نقطة ضعفي.
ضحكت داليا من ابنة خالها وصديقتها الصغيرة التي تعرف كل ما في خلجاتها: أي نقطة ضعف.... المصيبة يا عزيزتي أنك تشبهين  القطط تأكل وتنكر... فكم مقدار الطعام الذي تتناولينه ولن نعرف إلى أين يذهب. 
استطاعت ريم أن تتباهى بتلك الصفة لذا تصنعت ريم الدهاء: هذا سر يا ماما...
وبما أن داليا تعرف الضعف الذي ينتابني قبالة الطعام ولو ذهبت وتركتها لتحضر باقي الأطباق فلن تجد المائدة بالفعل لذا نبهتها: اذهبي يا عزيزتي لتغتسلي  وتصلي و تعالي لنفطر. 
تنشطت ريم من كلماتها وايضا على أثر الجوع الذي أصبح كالقطط الجائعة في معدتها: هوا..... فقط سأنادي رامو من غيبوبته.
فذهبت  تتسحب كالسلحفاء بهدوئها والحين بألوانها لكن كانت تراقب الوضع  ابنة عمتهم والتي قد بكت بالفعل بسبب حديثهم ومنظرهم: كفاية حرام عليكم لماذ قلبتوا الأجواء  تراجيدي وأنا كنت بالفعل سعيدة بهذا الاتجاه  بكونها كوميدي. 
فسحبتها ريم لحضنها هي ويوسف، فاردف رامي وهو يقف: لا  كدا كفاية، ريم هيا بنا لكي اوصلك. 
أوقفه يوسف: علي فين؟ 
فأجابه رامي بثقة: لأوصل ريم للمنزل.
نظر يوسف لساعة يده: الساعة اثنين بعد منتصف الليل، لا يوجد خروج، ستنامان عندي الليلة. 
حاولت ريم الاستئذان حتى تترك أصحاب المنزل بحريتهم:  هذا عادي ولا يهمك يا ابيه نحن سنغادر وسرعان ما نصل.
لكن يوسف تكلم بحزم الاخ والأب في تلك اللحظة : لقد قلت لا يوجد خروج في هذا الوقت وانتهى... لديكم غرفتا الأولاد أو الضيوف فليختر كل منكم ما يعجبه.... وانا سوف اتصل علي عمي عادل وابي لأبلغهم أنكم عندي. 
وقد اتصل يوسف علي  والده وعمه  بالفعل ليبلغه ببقاء ريم بمنزله الليلة، نظراً لتأخر الوقت 
_الو اخبارك.... يا عمي 
_اهلا جو... أنا بخير حبيبي... 
_اسف ازعجتك بهذا الوقت من الليل... 
_لا ازعاج يا  حبيبي... لكن ما هنا،  خير  ماذا حدث!
_لم يحدث شئ يا حبيبي، لكن ريم كانت في حفل مع الشباب وقد مروا عليّ اولا لذا فلتسمح بأن تنام عندي الليلة لأن الوقت قد تأخر ولا يصح أن تخرج من بيتي أو أن تدخل عندك في تلك الساعة! 
_.تمام عزيزي... هذا أفضل بالفعل افضل.
_استودعكم الله أحبائي  
أنهى يوسف الهاتف والتفت إليهم فتحدث بإشارة هيا اذهبوا  إلى الغرف لتناموا. 
اتجاه الجميع لاختيار غرف النوم فقد ذهبت  ريم وقد اختارت النوم في غرفة الاطفال، بينما حاول رامي النوم في غرفة الضيوف لكنه  لم يستطع فخرج ينام على الكنبة في الصالة إلى أن حل الصباح فكان موعد يوسف للذهاب إلي عمله، فذهب إلى الاولاد ليطمئن عليهم فوجد الأطفال وريم نائمين ولم يجد رامي في غرفة الضيوف فأخذ يبحث عنه فوجده نائما في الصالة يحمل اللاب توب في حضنه كمن يحمل الطفل الوليد يخشى عليه من الضرر وقد كانت السماعات في اذنه، فقال وهو يبتسم على مظهره الذي قد اعتاده منذ صغره: هي عادة ولن يغيرها مهما حاول. 

وقد خرجت داليا لتحضر الفطار ولقد انتبهت علي يوسف الذي اخبرها أنه لن يفطر فهو لديه عمل، ذهب يوسف إلى عمله فهو لديه مهمه يجب انهائها بينما استيقظت ريم وقد وجدت داليا مستيقظة وقد كانت تقوم بتجهيز طعام الافطار. 
فلن تستطع إلا أن تبهر من  منظر المائدة التي رغم بساطتها قد استطاعت إضفاء لمستها: ما هذا الاكل.... بسم الله ما شاء الله.... هل هذا هو  الفطار يا دودي!
  قد اعتادت منها هذا الحديث عندما تتولى هي الطعام فكل منهم الشرق والغرب في ففن الطهي فواحدة لا تجيد تحضير طوب الشاي أو سلق البيضة، والأخرى هي سيدة الطعام بكل حرفية ومهارة، فأضفت لمسة من مزاحهم لتبعد عنها فكرة أنها الافضل بالطهو: الناس تقول صباح الخير يا بنتي أولا.
وقد استطاعت ريم أن تدرك المزاح: صباح الفل و الياسمين... لكن لا تلومينني فأنت أدرى العارفين  ان الأكل والطعام هو نقطة ضعفي.
ضحكت داليا من ابنة خالها وصديقتها الصغيرة التي تعرف كل ما في خلجاتها: أي نقطة ضعف.... المصيبة يا عزيزتي أنك تشبهين  القطط تأكل وتنكر... فكم مقدار الطعام الذي تتناولينه ولن نعرف إلى أين يذهب. 
استطاعت ريم أن تتباهى بتلك الصفة لذا تصنعت ريم الدهاء: هذا سر يا ماما...
وبما أن داليا تعرف الضعف الذي ينتابني قبالة الطعام ولو ذهبت وتركتها لتحضر باقي الأطباق فلن تجد المائدة بالفعل لذا نبهتها: اذهبي يا عزيزتي لتغتسلي  وتصلي و تعالي لنفطر. 
تنشطت ريم من كلماتها وايضا على أثر الجوع الذي أصبح كالقطط الجائعة في معدتها: هوا..... فقط سأنادي رامو من غيبوبته.
فذهبت  تتسحب كالسلحفاء بهدوئها والحين بألوانها فذهبت  تتسحب كالسلحفاء بهدوئها والحين بألوانها  بهدوء متناغم بجوار رامي لتيقظه، فاقتربت بهدوء بالقرب من أذنه لتقوم بالصراخ صرخة مدويه:  رامي!
لم يستطع التنبه لما يحدث فكان أشبه بتنبيهات البروجي الصباحي في حياته لكنه هذه المرة فوق رأسه مباشرة فقام فزعاً وانقلب خلف الأريكة: تمام يا فندم... تمام يا فندم. 
فعندما تنبهت حواسه ونشطت لمح ريم فاشتغل  كالمرجل غضبا فكادت تعافل  يوقظ احد هكذاالدخان من اذنه: والله ما أنا بتاركك يا ريم... هل يوجد  عاقل بالدنيا  يوقظ أحد. 
فاخذ يركض ورائها قافزا فوق المقاعد كالأسد المفترس وهي تهرب كالأرنب المذعور وتركض مختبئة حول الكراسي لكن لا يمكن تدارك من يتدرب على فن امساك اللصوص فعندما امسكها قام بحملها  علي كتفه  بمهارة اكتسبها من تدربه  كمن يحمل جوال من الأرز باتجاه الحمام، وهي تصرخ به أن ينزلها، لكن هيهات لمن اعماه الغضب فقد  اوقفها تحت الدش ليفتحه لتتراكم  المياه  فوقها كشلال لم تجتذبه لتشهق من برودة المياه: طب والله يا رامي سأريك كيف تفعل هذا بي.
فخرجت وابدلت ملابسها وقد صلت فرضها لتذهب باتجاه المائدة لتفطر، بينما هو اغتسل وقد استطاع أن يبدل ملابسه من احد الأطقم  التي قد استطاع الهرب بها من ملابس شقيقه  ليصلي ويذهب لينضم إليهم لتناول الافطار.
على الرغم من معرفتها كيف مرت الربع ساعة الماضية فتصنعت داليا الغضب علي تأخرهم: هل يجي أن أموت من الجوع لأجل  خاطركم. 
فاتجهت ريم  لتحتضنها :وهل  نستطيع إجاعة من هس بيدها الجمال وقلب القائد. 
رامي قال ممازحاً: ما شاء الله  الطعام شكله يفتح النفس للأكل مباشرة.... يا سعدك وهناك يا جو. 
نظرت اليه ريم بغضب فهي تشتاط منه منن الموقف السابق: بطل قر عليهم عين الحسود فيها عود.
حاول تلطيف الأجواء وبنبرة سخري ليرد  عليها فهو يعلم أنها تخطط له لمصيبه ويحاول أن يجازيها لليعرفا: هو أنا من سيحسدها يا أعقل أخواتك،  هل تنسين أنها  بنت عمتي، وزوجة أخي  حبيبي. 
داليا تحاول فهم معنى كلماته فنظرت له لتحاول استشفاف الوضع وماذا ينوي العمل: ماذا تعني بحديثك يا رامو.
ابتسم ليدافع عن نفسه وقد رفع يده وهو يجلس على المقعد ووضع يده فوق وجهه وبالتحديد فوق فمه: يعني سأكل غصب عني... بدل ما أن طرد من بيت ابن الحاج جمال. 
فرفع وجهه لهم سريعا وقد تذكر شيئاً فجأة: اوه.. نسيت جدو اتصل ليلة أمس  فهو يريدنا أن نذهب جميعا إلى المزرعة في امر مهم غدا. 
نظرت ريم اليه ببراءة لتنقذ نفسها من تلك الرحلة وتنفذ ما عزمت عليه وهم بمفردهم: إذا فلتمر علي لنذهب إلى هناك معا. 
نظر إليها بأسي مصطنع  لإفساد مخططه كما توقع : اسف يا ريمو... لك أنا ذاهب بالفعل غدا إلى الاكاديمية. 
تفاجأت ريم و داليا معا من أمره بالفعل فهم سيدبسون معا: هذا يعني  إنك لن تأت معنا. 
حاول امتصاص غضبهم منهم: البركة في جو، وابقوا عرفوني ما هو الموضوع الهام. 

فطروا جميعاً و ذهب رامي لبيته ليحضر اغراضه ليذهب إلي الاكاديمية، بينما ذهبت ريم إلى جامعتها، لتذهب داليا لتطمئن علي اطفالها. 
  تتسحب كالسلحفاء بهدوئها والحين بألوانها  بهدوء متناغم بجوار رامي لتيقظه، فاقتربت بهدوء بالقرب من أذنه لتقوم بالصراخ صرخة مدويه:  رامي!
لم يستطع التنبه لما يحدث فكان أشبه بتنبيهات البروجي الصباحي في حياته لكنه هذه المرة فوق رأسه مباشرة فقام فزعاً وانقلب خلف الأريكة: تمام يا فندم... تمام يا فندم. 
فعندما تنبهت حواسه ونشطت لمح ريم فاشتغل  كالمرجل غضبا فكادت تعافل  يوقظ احد هكذاالدخان من اذنه: والله ما أنا بتاركك يا ريم... هل يوجد  عاقل بالدنيا  يوقظ أحد. 
فاخذ يركض ورائها قافزا فوق المقاعد كالأسد المفترس وهي تهرب كالأرنب المذعور وتركض مختبئة حول الكراسي لكن لا يمكن تدارك من يتدرب على فن امساك اللصوص فعندما امسكها قام بحملها  علي كتفه  بمهارة اكتسبها من تدربه  كمن يحمل جوال من الأرز باتجاه الحمام، وهي تصرخ به أن ينزلها، لكن هيهات لمن اعماه الغضب فقد  اوقفها تحت الدش ليفتحه لتتراكم  المياه  فوقها كشلال لم تجتذبه لتشهق من برودة المياه: طب والله يا رامي سأريك كيف تفعل هذا بي.
فخرجت وابدلت ملابسها وقد صلت فرضها لتذهب باتجاه المائدة لتفطر، بينما هو اغتسل وقد استطاع أن يبدل ملابسه من احد الأطقم  التي قد استطاع الهرب بها من ملابس شقيقه  ليصلي ويذهب لينضم إليهم لتناول الافطار.
على الرغم من معرفتها كيف مرت الربع ساعة الماضية فتصنعت داليا الغضب علي تأخرهم: هل يجي أن أموت من الجوع لأجل  خاطركم. 
فاتجهت ريم  لتحتضنها :وهل  نستطيع إجاعة من هس بيدها الجمال وقلب القائد. 
رامي قال ممازحاً: ما شاء الله  الطعام شكله يفتح النفس للأكل مباشرة.... يا سعدك وهناك يا جو. 
نظرت اليه ريم بغضب فهي تشتاط منه منن الموقف السابق: بطل قر عليهم عين الحسود فيها عود.
حاول تلطيف الأجواء وبنبرة سخري ليرد  عليها فهو يعلم أنها تخطط له لمصيبه ويحاول أن يجازيها ليعرفها: هو أنا من سيحسدها يا أعقل أخواتك،  هل تنسين أنها  بنت عمتي، وزوجة أخي  حبيبي. 
داليا تحاول فهم معنى كلماته فنظرت له لتحاول استشفاف الوضع وماذا ينوي العمل: ماذا تعني بحديثك يا رامو.
ابتسم ليدافع عن نفسه وقد رفع يده وهو يجلس على المقعد ووضع يده فوق وجهه وبالتحديد فوق فمه: يعني سأكل غصب عني... بدل ما أن طرد من بيت ابن الحاج جمال. 
فرفع وجهه لهم سريعا وقد تذكر شيئاً فجأة: اوه.. نسيت جدو اتصل ليلة أمس  فهو يريدنا أن نذهب جميعا إلى المزرعة في امر مهم غدا. 
نظرت ريم اليه ببراءة لتنقذ نفسها من تلك الرحلة وتنفذ ما عزمت عليه وهم بمفردهم: إذا فلتمر علي لنذهب إلى هناك معا. 
نظر إليها بأسي مصطنع  لإفساد مخططه كما توقع : اسف يا ريمو... لك أنا ذاهب بالفعل غدا إلى الاكاديمية. 
تفاجأت ريم و داليا معا من أمره بالفعل فهم سيدبسون معا: هذا يعني  إنك لن تأت معنا. 
حاول امتصاص غضبهم منهم: البركة في جو، وابقوا عرفوني ما هو الموضوع الهام. 
فطروا جميعاً و ذهب رامي لبيته ليحضر اغراضه ليذهب إلي الأكاديمية، بينما ذهبت ريم إلى جامعتها، لتذهب داليا لتطمئن علي اطفالها. 

=======

لم يكن  شروق شمس اليوم  التالي مجرد يوم جديد بل يوم يواجهون فيه رجل  لا يعرف كيف يعيد الحديث مرتين متتاليتين شخص اعتاد أن يأمر فيلبى الطلب في الحال، اتجه الجميع إلى المزرعة وهم يحملون العديد من التساؤلات وأولها أي طريق سيتخذونه باتجاه المزرعة المغادرة إلى الخلف أم الذهاب للأمام، لكن رغم كل تلك اللحظات التي تختلجهم  بمشاعر غير طبيعية فقد كان هناك الأنيس والسلوى في الطريق لأنك تجد على جانبي الطريق أشجار النخيل  والكافور يداعب أغصان المتدلية بزهو الهواء لتميل علي الجانبين كعروس ترقص في ليلة زفافها من الخجل لتصنع ملحمة زاهية أبطالها اعضاء الطبيعة (الهواء، الاشجار، السماء، الطيور)، فتجد الطيور ساكنة علي الأشجار وعند هبوب الرياح تطير محلقة ً لعنان السماء تكاد تخترقها كأنها سهم انطلق من قوس محارب بارع القنص، لتراقب هذا المشهد وتشرد معه ريم فتلك المعالم تنقلها إلى  داخل عالم خاص لتفيق من شرودها علي صوت يناديها: ريم ريم!
لم تستعدي أن هناك من ينادي عليها يجتذبها من أغصان الفكر المستكين لتفتح فمها ببلاهة بحثاً عن مصدر الصوت: اه.. ماذا هناك!
لاحظ  عادل شرودها الغريب الذي أفاقت منه بصعوبة، فعلته الدهشة من ملامح الشرود التي تغوص بها   وزاد أن هذا الشرود رافقه ردها الفاغر: ماذا هناك يا حبيبتي..... انا و اما ننادي من سنة وأنتِ لست هنا. 
 شعرت بالذنب لعدم سماعهم فهي تعلم أنها أصبحت تصاب بالشرود كثيرا هذه الفترة ولا تعرف لما: اسفه بابا.
التفتت لوالدتها لتكمل اعتذارها: اسفه ماما....... لكن  شردت مع الطبيعة وهذه الأجواء. 
ابتسمت ميرفت لتحاول أن تزيل عنها الضغط  وكأن هذا أمر طبيعي لتتكلم عنها مؤكدة: طول عمرك تحبين الشجر والسماء والطبيعة.
انسحبت منها مشاعر الأسف لتندم في الحديث لتؤكد على حياة تعشقها: أشعر وأنا معهم بالحرية، عصافير طائرة في السماء من غير قيود. 
ليبتسم عادل لملامح طفلته الناعمة، و ردف بمرح: اه لو جدك سمعك كان عمل عليهم حجر. 
فضحكت رفيقتاها بالفعل علي ذلك، و أردفت ريم: صدق يا بابا عندك حق...... لكن صحيح كيف تستطيع التعامل معه. 
حدثها بجدية ليزيد من صرامة وجهه كما اعتاد من والده: لا يا عمري.. الشغل شغل ممنوع الخطأ، خطأ واحد وقد يصير يومي.....
قد تذكر شيئاً ليعيد كلامه بتأكيد ممتزج بحب: لن أكمل فلو فتنت علي إحداكما سأطرد وأصبح في الشارع ولن تهدأ من يعولكم. 
نظرت إليه ميرفت ببسمة هادئة فهميهم ينتابهم القلق بوجود محمد الأسواني: وهل يستطع  أحد منا أن يقدر بنطق حرف واحد  في وجوده. 
تسألت ريم عن سبب استدعائهم الذي لا يقلقها هي فقط بل هي تجزم أن الجميع يشعر بالرقبة لهذا القرار الغير متوقع وفي المزرعة وليس بالشركة مما جعلهم أكثر قلقا فلو كان عمل لما اهتم بهذه الدعوة هكذا: بابا، هل تعرف لما يريدنا جدي. 
القلق كان يشتري  عادل بالفعل منذ تلقيه الرسالة مثلهم ليظهر بوادر عدم ضبط أعصابه بشكل ما يخشاه منذ تلقيه الخبر: ربنا يستر ولا تكن هناك مصيبة ونضطر أن نتحملها. 
تعجبت كيف ابنه نفسه يخشى الوضع فكيف بهم وهم ما زالوا صغار بالنسبة لهم: ما شاء الله  هذا ابنه و خائف..... فما بالك بنا نحن يا أمي ماذا سيحدث لنا. 
لم يستغث عادل أنها تنتقد هذا الموقف وهو يعلم مثلهم جميعا أن والده يخاف عليها أكثر من أي فرد منهم فتحدث بجدية: لكنه  يحبك ويخاف عليك  أكثر من أي شخص أخر. 
لم تصدق هذا فقد كانت تتذكر مواقف التوليخ التي تتعرض لها منه فنظرت إليه باستنكار متأثر به حديثها: يحبني أنا..... يبدو أن قد نسيت ما حدث في العطلة الماضية !
عادت ذاكرتها لتومض بلحظات حدثت في جلسة خاصة  في ليلة صافية في حديقة قصر الأسواني في المدينة عندما سألها الجد محمد بلهجته التي لا تستطع تحديد هويتها هل هي غير عربية ليظهر بنطق أحرف أم هي اللثغة التي تصيب بعض العرب فتتقلقل مخارج بعض الأحرف لكنها ما زالت ترعد صاحبها: هل أنهيت دراستك في الجامعة أم لا.. 
أجابت عليه بتلقائية: لا ليس بعد يا جدي. 
الدهشة محمد منها فكيف لم تنهي تلك الدراسة بعد وقد مرت أعوام بالفعل بالنسبة له  فعاتبها بجدية: لماذا هل ستبقين بها عشرون عام!. 
لم تظن أنها ستتعرض لهذا التقرير المصحف فهي بالفعل متقدمة في الدراسة ولا يحدث أن ترسب في أحد المواد حتى، فقالت بحسم لتنفي إهمالها: لا يا جدو ، فأنا في كل عام  أحصد النتائج بامتياز واحصل عليها بمرتبة شرف أيضا  فأنا بالفعل الأولى علي الدفعة. 
هنا زادت الغرابة التي تحتل الأسواني فسألها بغرابة: لماذا إذا أطلت الدراسة بها هكذا!
أدركت أنه قد يكون نسي أسلوب الدراسة في بلدهم فقالت بتنهد وحشرجة للنفس: يا جدي لقد مرت ثلاث سنوات وما زال باقي لي عام، وهذا لأن النظام الدراسي هنا غير أمريكا. 
فهم الجد ما ترمي إليه فقد تذكر أن أنظمة الدراسة والمعدات المرتفعة التي تسمح بتخطيط الصفوف الدراسية غير مطبقة في البلد، فحدثها متناسيا الفكرة وليخفف الجو: تمام إذا فل تنهي دراستك سريعا لتنضمي إلى العمل بالمجموعة معنا. 
علت فكرة الاستنكارات لتحلق بعقلها وقد لازمتها بدهشة، فكيف لمجموعة شركات تجارية ستوظف طالبة إعلام: لكن أنا دراستي إعلام وأنتم تعملون بأنشطة التجارة فتخصصي مختلف تماما.... 
كما أنها تذكرت الفكرة التي كانت تسعى لها لتردفت لتحاول إقناعه:  كما أنه عندما اتخرج فسوف يتم تعييني للتدريس بالجامعة. 
قد ثارت عاطفته قليلا ً متأثرا بكلامها فكيف تقرر التدريس في كلية عامة وفي المقابل  عائلتها تملك امبراطورية تجارية صناعية لا يمكن مجاراة انجازاتها والأهم أنها هي ريم الأسواني والتي لن يغفل عنها أحد لو علم من هي حقا: هذا الكلام يقال  لمدرس عندك في الجامعة متخرج جديد، إنما انا أعلم ماذا يوجد بالبئر أو أعرف كيف يتحرك الغطاء الذي يخفيه، لذا فلتنسي التدريس بتلك الكلية مهما كانت أسبابك، وتحضري لان تحضر التدريبات في قسم الاعلان والعلاقات العامة بالمجموعة... كما أنه سنقوم بافتتاح مجموعة من القنوات الفضائية المتخصصة بالتعاون مجموعة من الشركات العالمية .
قالت ريم بحسرة علي حالها: ربنا يسهل يا جدو. 
عادت الذاكرة لتستقر في عالمهم الواقعي ليزيد قلق عادل، فتمتم لتذكره ذلك: اللهم استرها من عندك....... يبدو أنك قد نويت أن تجعل ريم تحت عينك يا بابا. 
انتقل قلق الأب لزوجته الذي قد ازداد معدل دقات قلبها من جراء القلق المميت لتقول بخوف: لست مطمئنة لهذه  الزيارة قط يا عادل، كما أحس إنها تخفي  وراها مصيبة. 
حاولت ريم الهرب بسخرية لتزيل التوتر: بابا ما رأيك أن نعود مجددا. 
ابتسم عادل لفهمه ما تسعي إليه: يا ليت كان  ينفع.... لكان جدك أبلغ عنا الشرطة وحضرنا في سيارة الشرطة مكبليز! 
فضحكت ميرفت و ريم لمعرفتهم بمدي قوة محمد الأسواني ونفوذه عندما يضع شئ برأسه

لكن كان هناك حديث أخر في سيارة جمال وزوجته رانيا، فقد تسألت رانيا: تفتكر يا جمال... ماذا يريد والدك ليحضرنا جميعا إلى هنا؟!
لم يولي جمال هذه الدعوة المفاجئة من والده قيد أرملة أو فكر بها فأجاب بنبرة عادية: اكيد زيارة عادية..... لا يوجد ما يستدعي القلق. 
لكن حاسة رانيا القانونية جعلتها تنظر لما هو أعمق من مجرد فكرة طرحت  فأردفت بشك: لا بشك..... لاحظ أن هناك صفقة مهمة ترتبون لها، وبابا ليس الشخص الذي يترك  مصر في وقت مثل هذه الخطورة... كما يقوم بطلبك أنت وأخيك والأولاد أيضا إلا بوجود مصيبة خلف هذا. 
وكانت هذه الملاحظة التي رغم بساطتها أيقظت بعض النقاط الغير متوقعة لتذكره بالصفقات: حقا لم يكن ببالي كل هذه الأفكار، ربنا يستر

في سيارة يوسف كان يدور حوارً قلقاً بالفعل فقال يوسف ببسمة: أنا حاسس يا دودي ان هذه  الزيارة خلفها إنَّ ومصيبة.
لم تطلع داليا على الملابسات المحيطة بهم فردت عليه: لا أظن ذلك يا جو.... أكيد عادية. 
فالتفت لوهله ثم أردف بضحكة متصنعة البراءة: افهمي يا حبيبتي واعرفي فقد وصلني خبر أكيد من ماما أن جدنا العزيز  عنده صفقة شديدة الأهمية يخطط لها في اليومين الحاليين، وبالتاكيد أنت تعلمين طبع سيادة الإمبراطور محمد الأسواني الملقب بسيادة  جدك...... 
فقاطعته داليا ونظرت اليه وهي تستنكر الفكرة وتحلل الوضع: لن يترك مصر والمجموعة عندما  تكون هناك أي من الصفقات المهمة.....! 
أومأ يوسف برأسه موافقاً: عليكِ نور وقد أصبت..... وحاسة الشم البوليسية تخبرني بكل تأكيد إن فيه إنَّ وراء هذه الزيارة. 
قلقت داليا: ربنا يستر أنا كدا بدأت اقلق. 

وفي اثناء الحديث استيقظ ابنائهم وقد وصل الجميع للمزرعة مما تسبب في ارتفع صوت بوق سيارة عادل الذي كان في المقدمة الذي جعل   الحارس ليلاحظهم بسبب الصوت ليجري مسرعاً ليري من أتى فعرف السيارة بمجرد رؤيتها  وفتح البوابة الرئيسية علي مصراعيها، لتدخل سيارة عادل يليها جمال يليها يوسف؛ فأخذت تسير السيارات في طريق الممهد بالقرميد ليغلق الحارس الباب  لتكاد لا تنتهي خمس دقائق وتكون قد اصطفت جميع السيارات في موقف خاص لها بجوار المنزل منفصلا عن الفيلا لا بل منفصل عن المجموعة بالكامل إن صح التعبير، دخل الجميع إلى القصر فتخطو البهو ليقابلهم مدير المنزل جاد: مرحبا بكم يا بكوات ويا هوانم. 
فرد عليه عادل: وعليكم السلام يا عم جاد.....أين يوجد والدي يا عم جاد! 
أجاب جاد ببساطة: البك الكبير في المكتب... والهانم في التراث. 
فأومأ عادل له: تمام عم جاد... لكن لو سمحت ممكن ترسل لنا اثنين قهوة إلى المكتب........ ثم التفت لشقيقه: هيا بنا يا جمال نرى بابا والبقية  يذهبون إلى جوار ماما. 
وافق يوسف بشكل تلقائي: تم ... لكن فقط يجب أن اذهب اسلم على جدي وأخرج لانضم للباقي. 
ربت جمال على كتفه: هيا نذهب.
ذهب يوسف وعادل وجمال للمكتب، بينما ريم وداليا وميرفت ورانيا والأطفال ذهبوا إلى التراث، فكان التواجد عند المكتب حيث طرق عادل الباب، فجاء صوت الجد: اتفضل ادخل. 
لينطق الثلاثة معا حينما دخلوا: السلام عليكم 
فنظر إليهم محمد: عليكم السلام، تعالوا ادخلوا. 
فقال يوسف وهو يسلم عليه ويقبله: كيف حالك يا جدي. 
فرد محمد بنبرة تهكمية: بخير..... انت لماذا لا تأتي لزيارتي أيها الشاب . 
فقال يوسف معتذراً :أسف لكن الشغل يأخذ كل وقتي يا جدو. 
فنظر محمد إليه بنصف عين: العمل أخذ وقتك!....أنت لو كنت تريد أن تزورني أو تطمئن علينا كنت رفعت سماعة تليفون. 
فخجل يوسف من نفسه: في هذه النقطة عندك حق يا جدي. 
فقال عادل لينهي قائمة العتاب: خلاص يا يوسف، اذهب  عند الجماعة بالخارج ونحن سوف نرى العمل. 
ذهب يوسف إلى جدته واستمر جمال وعادل ومحمد في عملهم ومراجعة الملفات، لكن بدأ محمد وهو ينظر لهم وقد ارتسمت علي وجهه مشاعر متناقضه من الجدية والقلق: أنا أريد أن أخبركم شئ هام. 
فنظر جمال إلى والده، وقد شعر بصعوبة الموضوع الذي يريد والده يتطرق إليه: خير يا بابا! 
فقال محمد بتنهيدة غير مسموعة للأخرين بجواره: هو موضوع الذي أريد التحدث به معكم يخص ريم. 
ارتسم القلق على عادل والذي ظهر هذا القلق بالفعل في نبرة صوته: ريم!.. خير يا بابا ما بها. 
فنظر إليهم محمد بتركيز تام  وظل نظره معلقاً بوجوههم لفترة ولم يعلق، فتسرب القلق علي وجوههم  ثم أثار حديثه  الذي صدمهم وغير ملامحهم لأخرى منصدمة مغايرة، حيث أصبح الاثنان غير  قادران على فهم ما يدور حولهم من أحداث، وهل كلام أبيهم الذي يتفوه به جدي، هل هي  مجرد مزحة يداعبهم بها؛ ولكنه رجل لا يحب المزح بأمور مشابهه، فقال محمد ليقطع الشك باليقين: خير إن شاء الله. 
فاردف جمال بعد شعوره بقلق أخيه: اتفضل يا بابا ما بها ريم. 
فقال محمد بجدية بدون أن يواري الحديث: ريم قد تمت خطبتها. 
تبدلت ملامح جمال وعادل بلحظة واحدة وقد جحظت عيناهم وارتسم عقد حاجبيهم بشدة فانكتمت أنفاسهم، حيث أصبحا لا يستوعبن ولا يفقهون شيئا أو يعرفون ماذا يطلقون عليها صدمة _مفاجأة _مصيبة، إلى اأن ن قطع هذا الصمت المحكم جمال: بابا.... أنت تتكلم جد.... ريم من التي خطبت! 
شعر محمد أنهم سيجادلون وهذا ما لا يريده  فتحدث بحدة: ومنذ متى وأنا أهزر في شيء كهذا..... واكيد اتحدث عن ريم بنت عادل،.... هو في ريم  أخرى ولا اعرف بوجودها.
تساءل عادل بقلق: كيف تخطب وأنا لا أعرف هذا......وماذا ستقول البنت عندما تعرف أنها خطبت بدون موافقتها. 
 قال محمد بصرامة: أنا وافقت وأعطيتهم كلمة، ويجب أن تعلمو ان والد العريس قادم بعد اربع ايام لكي يتم  كتب الكتاب.. ولا يوجد لأحد بعدي  كلمة  فليحتفظ كل واحد منكم برأيه لنفسه.
فتكلم عادل بصوت مخنوق: كيف فليفهمني واحد منكم يا بشر..... كيف ازوج ابنتي لشخص لا عمري رأيته ولا اعرف عنه شيء ولا قابلته بالصدفة حتى، وكما أفعل هذه من غير أن  أخذ رأيها٠....! 
تحدث جمال بعطف قاطعا حديث شقيقه المؤلم: بابا..... اكيد حضرتك لم تفعل هذا، نحن هكذا سوف نظلم البنت و سندمرها، كما أن ريم ليست  أي أحد لكي نزوجها من غير موافقتها، فمن  الممكن أن تذهب حياتها فيها.
فأجاب محمد بثقة يحسدونه عليها: أنا سأتصرف مع ريم، و لا أريد  سماع أخرى  بعد الذي قلته لكم.
خرج عادل غاضباً لا يري امامه أحد فقد قابل ريم وهي تنادي عليه لكنه من غضبه لم يراها أو يسمعها حيث خرج مسرعاً من فيلا المزرعة واستقل سيارته ليخرج بها بسرعة عالية نسفت الغبار تحتها وبالا وكأن هذه السرعة التي ستلغي قرار والده، لكن كان يلاحقه منذ خروجه من المكتب شقيقه جمال  الذي كان بالفعل لا يقل وضعه عن وضع اخيه إلا انه كان أكثر تحكما بأعصابه حتى لا يفقد السيطرة على الوضع حين يواجهون الاطفال، وقد حاول جمال  الحاق به إلا أنه  لم يستطع فترك الانضمام إلى البقية بالخارج واتجه إلى غرفته فقام بإغلاق الباب بقوه كادت تقلع الباب من موضعه من شدتها. 

بينما كان هذا حال الأخوين كانت ريم تتجه إلى مجلس جدتها حيث يتواجد باقي افراد العائلة لكن قد تأثرت بفعل والدها  فكانت تعلو وجهها نظرة حزن على ما بدر من أبيها، لكن هذا الحزن لم يكن صرفا بل كان مشاعره مختلطة بالقلق فهذا يتعارض وطبع والدها فقد مر امامها ولم يكلمها قط، وقد لاحظ هذه الملامح والتبدل الذي حدث لها يوسف فقال بقلق: مالك يا ريمو... لما ملامح وجهك تعتريها الحزن. 
فردت عليه بحزن وقلق: رأيت أبي يخرج من مكتب جدي فذهبت لمحادثه لكنه لم يرد عليّ بكلمة واحدة، وكانت تبدو عليه العصبية الشديدة. 
رغم انتقال القلق إليه حاول أن يجعلها تتخلى عن التوتر الغير مستحب لتهدأ: يمكن من ضغط الشغل لم يستطع رؤيتك. 
فقالت بشبه تهكم لمعرفتها محاولته لتهدئتها ومعرفتها طبع والدها: لا أظن ذلك، خصوصاً أن والدك خرج خلفه مسرعا وحاول أن يوقفه وينادي عليه لكنه لم يلتفت إليه قط.
 قد استمعت لهذا الحديث الجدة بالصدفة فتدخلت لتسكتهم حتى يعرفوا ماذا حدث: بالتأكيد هناك مشكلة في الشغل... وقد أثرت عليهم.
لكن لم تستسلم ريم تلك الملاحظات فاستنكرت ذلك: يا رب.... فأنا لست مطمئنة للوضع.  
قد عاد عادل بعد  ساعتين من الزمن تقريبا حيث  أوشكت الساعة على الثالثة عصراً الذي يوافق موعد الغداء، وقد جهز العاملون الطعام بالفعل  على مائدة الطعام لتبلغهم الجدة بذهاب  الجميع  للمائدة  لتناول الغداء حيث جلس علي رأس الطاولة الجد محمد لتقابله الجدة سمية، وجلس عادل وجمال بجوار والدتهم لتجلس زوجة كل شخص منهم بجوار زوجها ويجلس الأحفاد متقابلين فيكون كلا من ريم و داليا مجاورين لجدهم، في حين قد بدأ الجميع بتناول الطعام إلا أن الشقيقان جمال وعادل %م يستطيعا رفع الملعقة فكان أشبه بمن يلعبان بالطعام ولا شيء يمكنه تحفيزهم ولاحظ ذلك أمهم. 
فقالت سميه بحنان الأم ولا تعرف ما يدور بداخل كل منهم من غضب: جمال، عادل..... لماذا لا تتناولان الطعام. 
فأدعي جمال االهدوء  أما والدته حتى لا تتفلت منه بوادر الغضب فابتسم: لا ناكل لما، نحن ناكل بالفعل يا ست الكل. 
لكن سميه لم تصدقهم  فنظرت إلى أطباق طعامهم: اطباقكم كما هي لم تقصد ملعقة.
هنا قد كسر الجمود المحيط عندما تحدث الجد محمد واخبر الجميع أنه يريدهم بعد الغداء في الصالة الرئيسية ليخبرهم شيء هام، ليزداد عندها ضيق عادل اكثر ليترك معلقة الطعام ويترك المكان منسحبا: لقد شبعت..... الحمد لله. 
فاستغرب الجميع  الموقف وما زاد استغرابهم وقوف جمال ومغادرته المائدة هو كذلك، مما تسبب في ظهور القلق عند سمية: ماذا هناك  الأولاد شكلهم متغير ولا يبشر بالخير! 
فطمئنها محمد: لا يوجد ما يستدعي القلق...... قد يكونا قد تناولا بعض المقبلات قبل انضمامهم لنا وشبعا. 
فقالت سمية وهي ترفع حاجبها رغم عدم تصديقها لكنها أيقنت أن الحقيقة ستظهر بالفعل طالما الجميع هكذا: يمكن.
لكن ذلك لم يمر مرور الكرام علي باقي الجالسين، فتحدث يوسف هامسا إلى زوجته التي بجواره: اقطع يدي لو لم تكن هناك مصيبة قد حصلت، وجدو  يعرف عنها بالفعل. 
فهمست له داليا: ربنا يستر..... أنا قلبي بدأ يتقبض.
فهمس لها يوسف بقلق: سلامتك.... ربنا يستر. 
في هذه الأثناء توجهت أنظار كلا من يوسف وريم إلى بعضهم البعض، فكأن يوسف لاحظ قلق ريم لينظر إليها ويغمز لها بعينه ويرفع حاجبه لتبتسم من مشاكسه وتعود لتناول الطعام.
..........


 ➡️ الفصل الثاني ⬅️ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع التعليقات المسيئة للذوق والخلق العام

Post Top Ad