Post Top Ad

7/10/2019

الأمير الصغير أنطوان دو سانت اكوزبيري



الأمير الصغير أنطوان اكزوبري
IMG_20190710_020751

في كتاب لا يتعدي الخمسون صفحة روي انطوان دو سانت اكوزبيري حكاية الأمير الصغير. 

تبدأ القصة بمحاولة طفل بالسادسة من عمره الرسم فرسم فيلاً يبتلعه ثعباناً وكان مظللاً فيبدو لك كأنه قبعة أو صخرة فكلما يسأل شخص كبير يجيب بأنها قبعة وعندما يوضح لهم الرسم وأنها ثعبان يحثونه على التعقل وترك الرسم والتعلم بشئ مفيد وكأن من الأمثلة معلم أو تعلم الطيران. 
IMG_20190710_020729

انطوان بالفعل كان طياراً سابقاً تقمص هو الشخصية الأرضية التي تقابل طفلاً صغيراً ذو شعرٍ ذهبي، قابله عند تعطل طائرته بمكان نائي بصحاري أفريقيا، فما كان إلا هبط بالطائرة وسط الرمال وليس معه أحد ويظهر له فجأة الطفل الصغير. 

تمتد لحظات التعارف على طوال ثمانية أيام وهي مقدار ما يملكه الطيار من ماء، وما كان من الطفل إلا أن طلب منه بأول وهلة رسم خروف، فلم يحصل رضاه ورفض كل خيارات الرسم غيره إلى أنه رسم صندوق وليس به شئ ولكن أيقن الطفل وجود الخروف به. 

مفارقات من الحديث تظهر بكل لحظة إلى أن يكتشف الطيار أن الطفل ما هو إلا قادم من كوكب أخر، فتسائل الطيار عن حجم هذا الكوكب ونوعه، فعرف أنه ينتمي إلا تلك المجموعة العددية التي يطلقها العلماء على الكويكبات السيارة التي لا تظهر إلا بتيلسكوب مخصص للفضاء وتظهر مرة كل حين. 

من هنا عند استناد انطوان لترقيم تلك الكواكب الفلكية تظن العمل حقيقي من نظر الطفل الصغير القارئ لذلك العمل، لكن عندما تقرأ خارج الصندوق تجد أنك أمام عمل رغم بساطة لغته الطفلية وخطأ الإملاء واللغة في بعض المواضع أما عمل يحتوي العديد من الرموز المخفية لتصوير الحياة الحياتية وانشغال الجميع بأعمالهم وبلهوهم والبحث عن العيش وتلك الطاحونة التي لا تنتهي من الأعمال الغير منتهية. 
ولكن في المقابل تجد أمل طفل صغير لقب بالأمير يحلم بأن يبني عالمه الخاص، عالم غاية في البساطة يحتوى طعام وشراب وصديق ورفيق وشخص وفي لكنه يبحث في المضمون الأهم عن متعة الإكتشاف والنضوج بالذات، فهذا الطفل هو حاله حال سائر الصغار يهتمون بمعرفة كل شئ ولا تنفك أسئلتهم الفضولية عن التوقف إلا بالحصول على ما يريدون وهو الجواب الذي يرضي فضولهم ويقنعهم. 
قد يصلح هذا العمل ليكون درساً بعنوان (كيف تتعامل مع طفلك) فطوال الأحداث التي تدور بخلد خمسون صفحة يتحاور انطوان مع الطفل كما لو أنه من سنه رغم فارق المعرفة التي يشتهيها الطفل منه وروح الصداقة التي يبحث عنها في القدوة العليا له. 
صادف الطفل برحلته جميع أنواع البشر المتأمر والملك والمتعالي والسكير ورجل المال ورجل العقل إلا أنه لم يجد مبغاه مع هؤلاء، بل وجد منيته مع حية رأفت به لنقاء سريرته فتساعده بوعدها الذي نفذته وثعلب علمه أهم دروس الصداقة والعلاقات القوية وزهرة يرعاها بنفسه لتزهر وتصبح ينعاء تنثر عبقها، ولم يكن يبحث عند الطيار سوى بتلك اليد الأمنة التي تمنحه الراحة والسكينة برحلته، فكانت علاقة أخذ وعطاء تبني على التقدير، تقدير من الأمير الصغير لمعرفة الرجل وكيانه وتقدير من الطيار لجمال الأمير وبرائته وحبه للإنتماء لعالم البساطة المطلقة. 
لكن هذه الرحلة مع مرور الوقت تتأكد من خيالها وأنها لا تنتمي للواقع بصلة إلا ربما دخول الطيار بحالة هلوسة تأثير الحادث أو لوجوده بمفرده بمكان قفر لا يوجد به زرع أو ماء، فعاد لتأمل طفولته ليتخيل شخصية الأمير الصغير التي قد تمثل شخصيته التي كان يتمناها بصغره ويحلم بكونه هذا المستكشف. 

رحلة رغم جمالها لعقلية الطفل النهم إلا أنه يؤخذ كثيراً على النسخة بأخطاء اللغة وعدم الإعتناء بها لتظهر بحلة تليق بنهم طفل للقراءة. 

ولو منحته تقيم كعمل متكامل لحصل على 3.5 من خمس درجات



كتبتها أميرة إسماعيل 
AMI ISMAIL 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع التعليقات المسيئة للذوق والخلق العام

Post Top Ad