رواية يوم مقتل الزعيم من النوع القصير بصفحات لا تتجاوز المائة صفحة.
العمل من أعمال الروائي المصري الحاصل على جائزة نوبل بالأدب نجيب محفوظ.
العمل يمتاز أنه يحمل تجليات حقيقية تثبت مدي إمكانيات هذا الرجل ككاتب عكس ملامح الشارع المصري على الرغم من مروره بالعديد من المؤثرات المخيفة التي تصادمت معه منها كونه يكتب بسهولة وابتذال حسب رأي بعض النقاد.
لكن هنا بهذه الرواية تجد بالفعل عبقرية محفوظ حقيقية بإستخدام أسلوب الرواة المتعددون لهذا السرد لما فيه من تباين وصراع أجيال.
رواية اقتصر بها الرواة على ثلاثة فقط إحتراماً لمبدأ التعدد الأساسي للرواة المتعددون حتي لا تدخل بقائمة التفاهة
رواية يوم مقتل الزعيم لنجيب محفوظ التي منعت من النشر سابقاً ولم تنشر سوى منذ عدة سنوات
الراوي الأول بالعمل هو شخصية محتشمي زايد. رجل بالثمانينات من عمره، وقد عاصر ثورات عدة وأخرها هو عصر الإنفتاح.
الراوي الثاني هو شخصية علوان فواز المحتشمي الحفيد الذي يواجه صعوبات اقتصادية واقعية ويتعرض لعوامل تضارب المبادئ والقيم.
الراوي الثالث هي شخصية نسائية تمثلها راندة سليمان مبارك الخطيبة لعلوان التي تواجه معاناة ضغط الأهل.
تبدأ الأفكار تسرد ما بين تسلسل هؤلاء الرواة الثلاثى وحديث كل منهم من وجهة نظره تجد نفسك تكتشف حدث جديد ومعضلة أخلاقية أو حتى تصاعد أزمة تفكيرية وتضارب شاسع في وجهات نظر، ولكن دائماً تجد الرجل ذو الثمانين عاماً يتعمق بداخل تفاصيل النفس البشرية إما ناقماً عليهم لوجود التحرر الشاذ أو معجباً بصمود فىة أو شخصية من الأحداث، وهذا على الرغم من توارد ذكرياته بالعمل والتي تعكس دوره كمعلم تتلمذ على يده سياسين او حتى ناشط سياسي مناهض للإحتلال، نالت منه الحياة ما نالته من دروب او الحياة على العيش والعدس.
لكن الازمة الحقيقية خين تظن نفسك بها الأن هي أزمة إقتصادية يعاني منها هؤلاء الشباب لا تختلف كثيراً عن اليوم والتي تصلح لكل زمن ويوم لتصدق كلمة الكاتب بحوار محتشمي (ريبورتات المصريين).
كما سلط نجيب محفوظ الضوء على مختزلات واقعية صادمة لا تصدق تواجدها بهذا العصر الأول السي قد يعد بدائي الحداثة لبدء الإقتصاد، ظهور أزمة الدعوة للشذوذ، على الرغم من وجود عقبات الزواج من غلاء المعيشة وقلة الدخل.
تجد نفسك في هذه الأحداث تدخل في صراع المال والسلطة بشخصيات ك أنور علام وشقيقته، اللذان يوقنون أن المال وثرائهم هو الحقيقة التي تخولهم لشراء الأخرين فتعرض إمرأة جسدها بإبتذال بقصد اصطياد زوج شاب تمارس عليه سلطتها التي دفنت معها جمالها بزواجها من رجل يكبرها ثلاثون عاماً بضغط من الأب، فترثه وتبحث الأن عن متنفس لعيش حياة مراهقة برغم من دخولها بالأربعين، ودائماً تجد نفسك حائراً أمامها هل هي فاضلة أم ابتذالية.
أما أنور علام فهو رجل موظف برتبة مدير تخطي الشباب ولم يتزوج لإيمانه أن المال هو الحل، ليصطدم بالشابة راندة التي عينت مع خطيبها واعجب بها ليتزوج وتتصارع معه بقيمها التي تربت عليها ودينها وهو بتحرره وارادته أن تكون مضيافة لأصدقائه بما لها من مهارات مكتسبة من عملها بالعلاقات العامة لتساعده بكسب المال والدلوف لقطاع العمل الخاص المربح، إلا أنها ترفض ذلك وتثور مع أول أزمة لتنقلب الحالة.
إقرأ أيضا مراجعة كتاب خيارات صعبة مذكرات هيلاري كلينتون
فقط تسلسل رائع لإنتقالات سياسية ووجة نظر الشارع بالحكم والسياسة لتعرف لما كان هذا العمل ممنوعاً من النشر.
نهاية غير متوقعة للشخصيات ومتوقعة للبعض لكن دائماً تعرف أن هذا العمل سيكون قائماً على رفوف الكتب لما به من جماليات ادبية وعلى الرغم من ذلك تجد أن الكاتب لم يوفق في إيصال تجسيد الشخصيات لتعرف كيف يترجمها عقلك لتستطيع تخيلها، فطوال فترة القراءة تجد أنك تتعامل مع صور مبهمة من هذه الشخصيات التي تحمل أسماء فقط.
كتاب كان يستحق أن يطول بكتابته لمائتين صفحة متوسعاً برصد تلك التحركات المختلفة وزيادة سرد تلك الحارات والأزقة التي عرف عن الكاتب حبه لها، صراعات محتشمي مع اصدقائه وحبه لهم، صراعات علوان مع تضارب أفكاره مع الجيل الأكبر والأزمة التي احدثت تلك الفجوة الفكرية.
وبالنهاية جائت النهاية غير استعابية لم تعرف حقيقية نهاية علوان وراندة كنهايات مفتوحة للعالم القادم.
ولذلك اقيمها ب 4.50من 5 درجات
الرأي خاص بكاتب المقال ولا يعبر عن وجهة نظر أخري ولا يعني بالضرورة صحته
كتبتها أميرة إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع التعليقات المسيئة للذوق والخلق العام